على مدار الأسابيع الماضية، لاحظ المصريون زيادة ملموسة في أعداد مرضى فيروس كورونا المستجد، وسط مخاوف من انتشار أوسع يزيد الضغط على القطاعين الصحي والاقتصادي في البلاد.
إلا أن مسؤوليْن صحييْن اثنين تحدث إليهما موقع "سكاي نيوز عربية"، كشفا بعض الحقائق ووجها نصائح يمكن من خلالها وقف الزيادة في أعداد المرضى، وحصر الوباء داخل دائرة السيطرة في مصر.
وقالت مستشارة وزيرة الصحة والسكان لشئون الأبحاث نهى عاصم، إن "الموقف الحالي يدعو إلى التزام المواطنين وتحليهم بالوعي. مهما فرضنا من إجراءات وضوابط وعقوبات فلن نستطيع التدخل في تصرفات الفرد داخل بيته".
إصابة أسر بالكامل
وقالت: "نرى في الفترة الحالية أسرا كاملة مصابة بالفيروس، مما يعني أنه قد تكون هناك مشكلة في إجراءات الوقاية داخل البيوت".
وطالبت المسؤولة الصحية بضرورة تهوية المنازل وتطهير الأسطح جيدا، مع اتخاذ أفراد الأسرة داخل المنزل الواحد الإجراءات الاحترازية، خاصة إذا كان من بينهم مصابون بأمراض مزمنة.
وأوضحت نهى عاصم لموقع "سكاي نيوز عربية": "ليس معنى عدم ظهور أعراض فيروس كورونا على شخص ما أنه ليس حاملا للمرض، فأكثر من 80 بالمئة من المصابين في مصر لا تظهر عليهم أعراض".
كما دعت المستشارة إلى "ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية العامة، مثل ارتداء الكمامة والحرص على التباعد الاجتماعي وتهوية الأماكن بشكل جيد، واعتبار الشخص معديا في حال ظهور أي أعراض عليه".
وفي هذا الصدد، أضافت: "أود التأكيد على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه إلى الآن لقاحنا الأساسي هو الوعي".
غير أن المسؤولة عادت لتؤكد أن "وضع مصر أفضل من دول عدة، لعدة عوامل أبرزها التزام البعض وارتفاع متوسط أعمار الشباب مقارنة بدول أوروبية، بجانب حملات الصحة العامة التي قامت بها الدولة الفترة الماضية، بالإضافة لأمور مرتبطة بجينات المصريين".
وفي تقديرها فإنه "إذا وصلنا إلى إن كل مريض لم يتسبب في نقل العدوى لشخص آخر، فإن مستوى الإصابات سينخفض فورا".
ونوهت إلى أن وزارة الصحة تعمل الآن من خلال دراسات جينية للتأكد من وجود سلالات جديدة للمرض من عدمه في مصر، مشددة على أنه "بشكل عام، فإن المحددات الأساسية لصحة المجتمع هو تصرفات الأفراد وأسلوب حياتهم".
رسالة طمأنة
وفي السياق ذاته، وجّه رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائي في وزارة الصحة محمد عبد الفتاح رسالة طمأنة بشأن انتشار كورونا في مصر، قائلا: "أعتقد أن وتيرة زيادة الحالات أقل مما يحدث في دول كثير ومنها دول جوار، وذلك بفضل جهود احتواء المرض والإجراءات الاحترازية والقرارات التي اتخذها مجلس الوزراء ووزارة الصحة".
واستطرد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "إذا كان هناك ارتفاع في إصابات كورونا فهذا الارتفاع غير كبير، والنظام الصحي المصري قادر على التعامل معه. هناك أسرّة رعاية مركزة والأدوية متوفرة".
وفسر عبد الفتاح الزيادة في إصابات كورونا مؤخرا في مصر، قائلا إن "أي مرض يصيب الجهاز التنفسي وينتقل عن طريق الرذاذ مرشح للانتشار بشكل أكبر في موسم الشتاء، لما قد يصاحبه من عدم تهوية الأماكن المغلقة بشكل جيد وغياب التباعد".
وذكر المسؤول الصحي أن "مصر كانت من الدول السباقة في وضع الخطة القومية لتطعيم مواطنيها، والبدء بالفئات الأكثر عرضة للإصابة، وهذا سوف يخفف من حدة الانتشار نتيجة هذه الإجراءات"، في إشارة إلى حملة توزيع لقاح "سينوفارم" الصيني التي تبدأ بعد أيام.
وفي أحدث إحصاء رسمي، أعلنت وزارة الصحة، الخميس، عن 1418 إصابة كورونا جديدة في مصر، رفعت إجمالي المرضى إلى 138062 حالة شفي منهم 112105، و55 وفاة جديدة ليصل مجموع ضحايا الوباء إلى 7631.
وقررت الحكومة المصرية خلال اجتماع لها، الخميس، الموافقة على مقترح وزارتي التعليم والتعليم العالي بتأجيل امتحانات الفصل الدراسي الأول إلى ما بعد إجازة نصف العام، التي من المقرر أن تستمر حتى 18 فبراير المقبل.
وأكدت الحكومة أن "القرار يأتي في إطار مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وحرصا على صحة وسلامة كافة المنتسبين إلى العملية التعليمية، من طلاب ومعلمين وأعضاء هيئة تدريس".