قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، إن البلاد ذاهبة إلى "الإغلاق" في حال زادت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد واستمر "عدم الالتزام بالإجراءات"، تجنبا للسيناريو الذي تعرضت له إيطاليا عندما واجهت أعدادا كبيرة من الإصابات والوفيات مع بداية تفشي الوباء.
وحذر حسان دياب خلال حوار مع عدد من الصحفيين في السراي الحكومي، من تعرض البلاد إلى "النموذج الإيطالي" في ظل ما يجري، مضيفا: "سنتخذ القرار الاثنين المقبل".
وجاءت هذه التصريحات على وقع ارتفاع كبير في أعداد إصابات كورونا في البلاد خلال عطلة نهاية العام والأعياد، حيث فتحت المقاهي ومحال السهر والمتاجر والأسواق أمام اللبنانيين، وبدا واضحا عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتساهل السلطات في التعامل مع الأزمة.
ولفت دياب إلى أن قرار الإغلاق سيعتمد على "نسبة الوفيات وأرقام الإصابات، وأعداد أسرة العناية الفائقة المتبقية في المستشفيات"، معتبرا في الوقت نفسه أن "إقفال المطار غير ضروري في الوقت الحالي، بانتظار الأرقام التي ستصدر بعد عطلة الأعياد".
وكانت البلاد قد فُتحت بشكل كامل مع تقييد طفيف للحركة في عطلة الأعياد، سعيا لتحريك الوضع الاقتصادي وإدخال الدولار إلى لبنان من المغتربين القادمين إلى بيروت، لكن هذه الخطة بحسب خبراء ستنعكس سلبا على الوضع الصحي.
ووصل إجمالي الإصابات بالفيروس في لبنان منذ فبراير الماضي إلى أكثر من 170 ألف حالة، إضافة إلى أكثر من 1400 حالة وفاة.
وارتفعت الإصابات خلال الأيام الأخيرة بشكل كبير، مما أثار قلق الجهات الصحية التي تحاول تعزيز قدراتها الاستيعابية في المستشفيات، لمواجهة أي موجة جديدة من الفيروس.
وسجل لبنان قبل أيام أول حالة من السلالة المتحورة لفيروس كورونا لدى أحد المسافرين القادمين من لندن. ولم توقف السلطات الرحلات من وإلى العاصمة البريطانية، مما أثار جدلا وغضبا شعبيا في البلاد.
ويرجح أطباء أنه من الممكن أن يكون الفيروس المتحور قد انتشر بالفعل في لبنان، بفعل عدم وجود أي تقنية في البلاد للكشف عن السلالة الجديدة، إضافة إلى الإجراءات المتبعة من قبل السلطات.
وأوصت اللجنة المتخصصة بمتابعة تطور الفيروس، بالإبقاء على الرحلات، معللة قرارها بأن لبنان يلزم جميع القادمين من الخارج بإجراء الفحص المسحي فور وصولهم لمطار بيروت.
كما ألزمت كل القادمين من لندن بإجراء فحص ثان بعد 72 ساعة من وصولهم، مع تشديد إجراءات الحجر.
ويقول رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه يتوجب على السلطات "تعليق الرحلات من وإلى العاصمة البريطانية لمدة أسبوع على الأقل، حتى تتمكن الجهات المختصة من الحصول على المعطيات الكافية حول السلالة الجديدة التي وصلت من بريطانيا".
وأعرب عراجي عن تأييده لقرار الإغلاق في حال ارتفعت الإصابات، وزادت نسبة الإشغال في أقسام العناية المركزة بالمستشفيات، للحد من تفشي الفيروس.
وقال وزير الداخلية اللبناني، محمد فهمي، إن السلطات تحاول إيجاد توازن بين الوضعين الصحي والاقتصادي، لكن البلاد ستتجه إلى الإقفال مجددا في حال ارتفاع الإصابات.
اللقاح في لبنان
من جانبه، أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، الاثنين، أن "السلطة الصحية أخذت القرار المناسب بتغطية المجتمع اللبناني بـلقاح فايزر"، موضحا أنه أخذ الإذن "بالتفاوض لمحاولة إدخال بعض التعديلات على العقد".
ولفت إلى أن لبنان "حجز نحو مليوني جرعة لقاح، تكفي لـ20 بالمئة من المواطنين المقيمين على الأراضي اللبنانية".
ومن المقرر أن يتلقى لبنان الدفعة الأولى من لقاح "فايزر-بيونتيك"، بعد شهرين.
وبحسب المعلومات، فقد بلغت قيمة الصفقة مع شركة "فايزر" نحو 18 مليون دولار، دفع المصرف المركزي منها مبلغ 4 ملايين دولار. وتحاول السلطات إبرام الاتفاق النهائي مع الشركة الأميركية في ظل أزمة مالية غير مسبوقة يعاني منها لبنان.
وسيحصل لبنان على جرعات من لقاحات أخرى مثل موديرنا، واللقاح الروسي من تحالف "كوفاكس" المعني بتأمين لقاحات إلى الدول الأكثر فقرا.