جاء موضوع التغطية الإعلامية المضللة لقناة الجزيرة، حول زيارة بريطانية لاستعراض إنجازات مملكة البحرين، وتحويرها لمنحى آخر، مكملة لسلسلة من الاستفزازات القطرية للبحرين مؤخرا.
وفي جانب مشاركتها في "حوار المنامة"، قامت السيدة بريتي باتل، وزيرة الداخلية ببريطانيا والوفد المرافق لها، بزيارة مديرية شرطة المحرق بتاريخ 6 ديسمبر 2020، لاستعراض آخر البرامج الأمنية والاجتماعية في المركز.
وبشكل متعمد، قامت قناة الجزيرة القطرية بنشر ادعاءات حول هذه الزيارة، لا أساس لها من الصحة، مما دفع وزارة الداخلية البحرينية من إبداء استغرابها لهذه الحملة الإعلامية المضللة، التي زادت حدة في الآونة الأخيرة، والتي استهدفت المساس بالسمعة الحقوقية لمملكة البحرين وإنجازاتها، والإساءة للعلاقات المتميزة مع المملكة المتحدة، متسائلة عن الأسباب الحقيقية من وراء ذلك.
وأكد الأكاديمي والباحث السياسي البحريني، محمد جمعة مبارك، أن زيارة باتل لمديرية شرطة المحرق، كان لاستعراض إنجازات البحرين في المجال الأمني والاجتماعي.
وقال مبارك لسكاي نيوز عربية: "حوار المنامة هو حوار استراتيجي مهم يحضره كبار الشخصيات والممثلين للدول الكبرى، لذلك كان من الطبيعي حضور وزيرة الداخلية البريطانية".
وأضاف: "وتم تنظيم زيارة للوزيرة باتل، لزيارة أحد المراكز الرائدة أمنيا واجتماعيا في المنامة، وهو مديرية شرطة المحرق، كي يتم إطلاعها على البرامج الأمنية والاجتماعية الحديثة التي يتم تطبيقها في هذا المركز النموذجي".
ادعاءات كاذبة
وقال الأكاديمي والباحث السياسي البحريني، إن هذه ليست المرة الأولى التي تتجه فيها قناة الجزيرة لتحوير قصة نجاح لمملكة البحرين، لتقوم بتشويهها وتضليل حقائقها.
وفنّد مندوب البحرين لدى الأمم المتحدة، جمال فارس الرويعي، السبت، ادعاءات قطر بشأن قيام 4 مقاتلات بحرينية باختراق الأجواء القطرية في التاسع من ديسمبر الجاري.
وأوضح جمال الرويعي، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أن مزاعم قطر بشأن خرق أجوائها من طرف مقاتلات بحرينية "أمر مؤسف وعار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة".
وأكد أن هذه المزاعم "جزء من التحريف المستمر والمتصاعد الذي تمارسه قطر، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وزيادة التوترات الإقليمية".
وشدد مندوب البحرين لدى الأمم المتحدة، على أن "تصرفات قطر تكشف عدم مصداقيتها وتناقضها، وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار التي نصت عليها المواثيق الدولية وتدّعي قطر الالتزام بها".
الاحتجاز والتهديد
وفي نهاية نوفمبر الماضي، تمثلت الإساءات القطرية ضد البحرين باعتراض دوريات تابعة لأمن السواحل والحدود القطرية زورقين بحرينيين تابعين لخفر السواحل، أثناء عودتهما بعد انتهاء مهمتهم في تمرين "المانع البحري".
وأوضحت الداخلية البحرينية أن ما حدث من جانب دوريات أمن السواحل والحدود القطرية، ضد الزورقين البحرينيين في عرض البحر، بدأ باستجابة الزورقين وانتهى بالاعتراض ومن ثم احتجازهما والتهديد باستخدام السلاح، ومنعهما من الاتصال بغرفة العمليات، دون اعتبار لتبعيتهما لخفر السواحل البحريني كجهة رسمية.
وأضافت أن الزوارق القطرية، لم تكن تحمل أي علم أو هوية، وفق الأعراف الدولية، في حين كان الزورقان البحرينيان، يحملان علم مملكة البحرين وشعار وزارة الداخلية.
وأعربت الوزارة عن استنكارها للممارسات القطرية التي اعتادت القيام بها تجاه الزوارق وسفن الصيد البحرينية في هذه المنطقة خلال الفترة الماضية، حيث استوقفت خلال الفترة من 2010 وحتى 2020 نحو 650 قاربا و2153 شخصا، وهو ما يعد مخالفا للوضع الذي كان قائما منذ أكثر من 200 عام في مجال صيد اللؤلؤ والأسماك.
أسباب التصرفات
وحول أسباب التصرفات القطرية، قال مبارك: "النظام القطري لا يريد إنهاء الأزمة الخليجية، بل أنه يريد كسب الوقت، والتقاط الأنفاس، وسيستمر بنفس الممارسات المسيئة لدول الخليج".
وأكد مبارك أن النظام القطري يحاول استرضاء السعودية على الظاهر، ولكن الإعلام القطري يفضح توجهاته الحقيقية، بهذه التغطيات الإعلامية المسيئة بشكل مضلل، لإنجازات دول الجوار.
وأضاف مبارك: "قبل أيام تشفت قناة الجزيرة بالسعودية، ومجدت الضربات الحوثية على السعودية، هذا هو الأسلوب المتبع من هذه القناة، ومثل هذا السلوك لا يشير الى سعي لحوار خليجي".
وأكد مبارك أن بريطانيا لطالما أشادت بالنظام الأمني والاجتماعي في البحرين، وأن محاولات قطر لتشويه إنجازات المملكة، تكشف نواياها بوضوح، على حد تعبيره.