كشف وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، الخميس، موقف بلاده من قضية الحدود مع إثيوبيا وأزمة سد النهضة.
وقال قمر الدين، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، إن "العلاقات مع إثيوبيا راسخة ككل دول الجوار.. نحن نحاول العيش بسلام مع كل جيراننا.. كان هناك اختلاف في وجهات النظر بشأن الحدود".
وأضاف: "المناطق التي دخلها الجيش السوداني هي مناطق نعتبرها سودانية ونمارس عليها حقنا السيادي.. نزاعات الحدود يجب أن تحل بالمفاوضات وسنتوصل إلى حل للخلافات مع دول الجوار".
وتابع: "حدودنا مرسمة مع إثيوبيا منذ 1903 ونحن نتفاوض لإعادة ترسيمها مما سيسمح بتحديدها بشكل واضح.. نلتزم بالقوانين والأعراف الدولية في ما يتعلق بحل النزاعات الخاصة بحدودنا مع إثيوبيا".
وأوضح أن "لكل مشكلة حل ونحن جيران ونعرف كيف نفاوض بعضنا البعض ونتعامل في قضايانا بجدية، سنواصل المباحثات وسنكملها بإعادة ترسيم الحدود".
وأعلنت الخارجية الأثيوبية، الثلاثاء، أن بلادها والسودان اتفقا على حل قضية الحدود بينهما بشكل نهائي بعد أيام من التوتر.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية السبت الماضي أن الخرطوم أرسل "تعزيزات عسكرية كبيرة" إلى الحدود بعد أيام من "كمين" للجيش الإثيوبي وميليشيات ضد جنود سودانيين.
"نهج مختلف" في سد النهضة
وفيما يتعلق بأزمة سد النهضة، ذكر الوزير السوداني أن بلاده "طالبت بضرورة التفكير بنهج مختلف في الطريقة التي ندير بها المفاوضات".
وأردف قائلا: "سنعود للمفاوضات بنهج جديد.. السودان لم يترك التفاوض ونحن من طالبنا بالحوار وإعلان المبادئ تم في الخرطوم".
وجدد الوزير السوداني موقف بلاده من أنه "لا سبيل للتوصل لأي اتفاق ملزم من غير الحوار وليست هناك أي خيارات أخرى".
وأوضح أنه "ما زلنا نقول إننا سنحصر هذا الأمر بين الدول الثلاث -مصر والسودان وإثيوبيا- وفي حال لم نستطع الحصول على حلول مرضية، فالبيت الأفريقي موجود".
العلاقات مع إسرائيل
كما تحدث عمر قمر الدين عن موضوع إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حيث شدد على أن "الأمر لا علاقة له مع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
وذكر: "شرعنا منذ وقت طويل في التفاوض بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ولم يتم ذكر اسم إسرائيل في المفاوضات إلا مؤخرا.. إسرائيل ورفع اسم السودان أمران منفصلان".
وأضاف: "كما أنه لم تصل لنا أي رسالة من الإدارة الأميركية تشترط فيها إقامة علاقات مع إسرائيل مقابل رفع اسم السودان من القائمة".
وكشف الدبلوماسي قمر الدين أن "العلاقة مع إسرائيل ليست مجمدة، لكنه منذ الإعلان الذي تم، لا توجد مطلقا أي اتصالات مع إسرائيل سواء في الوزارة أو في رئاسة الوزراء".
وكانت الإدارة الأميركية قررت في أواخر أكتوبر الماضي شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بناء على اتفاق تم بين الخرطوم وواشنطن في أغسطس.
وتزامن القرار مع بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة والسودان إسرائيل، وأعلن عن اتفاق الزعماء على إقامة العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين البلدين.
ودخل السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993، بسبب سياسات نظام الرئيس السابق، عمر البشير، الذي قدم المأوى لمجموعات وشخصيات إرهابية على رأسها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
وتسبب بقاء الخرطوم في هذه القائمة لنحو ثلاثة عقود بخسائر تقدر بنحو 300 مليار دولار.
وتفتح خطوة شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بارقة أمل كبيرة أمام الاقتصاد السوداني المثقل بديون تقدر بنحو 60 مليار دولار.