تتواصل الثلاثاء والأربعاء بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أعمال الاجتماع الثاني للجنة العسكرية المشتركة الموريتانية - المغربية، برئاسة قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الفريق محمد بمب ولد مكت، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، الجنرال عبد الفتاح الوراق.
ويعزز هذا اللقاء علاقات التعاون العسكري الموريتاني المغربي في مختلف المجالات العسكرية والأمنية خدمة للأمن والسلم بالمنطقة، وآفاق تطوير وتنمية هذا التعاون في المستقبل، فضلا عن كونه يدخل ضمن الزيارة التي يؤديها لموريتانيا حاليا المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، والتي تدوم 3 أيام، على رأس وفد هام من قطاعه.
كما يبعثر اللقاء، حسب المتتبعين، حسابات جبهة البوليساريو التي ظلت تراهن على تلغيم مبادرات التقارب المسجلة خلال السنة الجارية بين البلدين الجارين، بهدف خدمة أجندة اللوبي الانفصالي الساعية إلى عزل المملكة عن عمقها القاري.
ويشمل التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين، تبادل الزيارات الاستطلاعية، والمشاركة في مختلف التدريبات، والدعم التقني والدورات التكوينية، حيث يتم تكوين المتدربين الموريتانيين في مراكز تابعة للقوات المسلحة الملكية منذ عام 1970، كما تم تعزيز التعاون العسكري المغربي الموريتاني بتوقيع مذكرة تفاهم بالرباط سنة 2006.
ومنذ التدخل الحازم للجيش المغربي قبل 6 أسابيع لتطهير معبر الكركرات الحدودي الرابط بين البلدين من ميليشيات البوليساريو، و رفض الجيش الموريتاني السماح لعناصر الجبهة باستعمال الحدود الشمالية لموريتانيا كقاعدة لمناوراتها بالمنطقة، تيقنت القيادة الانفصالية أنها تفقد نهائيا هامش المبادرة بالمنطقة الواقعة جنوب وشرق الحزام الأمني المغربي، فأرسلت وفودا رافقها ضابط بالمخابرات العسكرية الجزائرية لإيهام نواكشوط بعواقب مزعومة للتدخل المغربي على أمنها الاستراتيجي تارة وبتوظيف ملف موقع لكويرة أقصى جنوب المملكة تارة أخرى للكيد بين البلدين.
ويتوج الاجتماع الثاني للجنة العسكرية المشتركة الموريتانية - المغربية مسارا واعدا تم تدشينه نهاية شهر يناير من السنة الجارية، حين احتضنت الاجتماع الأول للجنة خلال هذا الاجتماع خصص لدراسة سبل ووسائل تحسين العديد من المجالات التي تحظى باهتمام الطرفين، في إطار تمتين العلاقات النموذجية في مجال التعاون العسكري بين القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المسلحة الموريتانية، والتي ترتكز إلى العلاقات العميقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين.
ويؤكد مدير "مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، عبد الفتاح الفاتحي لسكاي نيوز عربية، أن المغرب يثابر من أجل بناء علاقات نموذجية مع الجارة الجنوبية، والتعاون العسكري يحظى بالأولوية في هذا الصدد.
ويرى الفاتحي أن المملكة لم تيأس من خلق علاقات استراتيجية قوية بين البلدين، بالنظر إلى عمق العلاقات الجغرافية والثقافية والاجتماعية والتاريخية الضاربة في القِدم.
وأكد أن "المملكة ستواصل مدّ يدها بقوة إلى جارتها، لإعادة رسم علاقات أخوية تستوعب المتغيرات الحالية على المستوى الدولي والإقليمي، وتؤسس لمشروع تعاوني وشراكة بين البلدين بعيدا عن التجاذب والاستقطاب السياسي في لعبة الصراع الإقليمي عبر ورقة النزاع المفتعل حول الصحراء، على حد قوله.