يترقب المغرب، يوم الثلاثاء، زيارة وفد أميركي إسرائيلي يقوده جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وأعضاء من الحكومة الإسرائيلية، حيث سيتم توقيع اتفاقيات تعاون بين الرباط وتل أبيب، بعد استئناف العلاقات بين البلدين، في وقت سابق من ديسمبر الجاري.
وتشمل هذه الاتفاقيات قطاعات السياحة والنقل الجوي والاستثمار والصناعة والاقتصاد، وقطاعات أخرى يجري إعداد اتفاقيات بشأنها.
وشرعت الحكومة، بتعليمات ملكية، في تفعيل مضامين بيان الديوان الملكي بشأن إجراءات استئناف الرحلات والاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى تطوير علاقات مبتكرة في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي وإعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002.
ويرتقب أن تقوم الولايات المتحدة، في غضون الأيام المقبلة، بافتتاح قنصلية بمدينة الداخلة من أجل دعم وتشجيع الاستثمار والمشاريع التنموية التي تقوم بها المملكة المغربية لفائدة الساكنة الصحراوية.
ولدى إسرائيل خطط عملية واعدة من أجل تحويل الصحراء إلى مكان قابل للزراعة، إذ تنوي استقدام خطط زراعية عصرية إلى الأقاليم الجنوبية، يراد منها “تخضير الصحراء” بما يضمن بيئة مستدامة.
ونجحت إسرائيل في تحويل صحرائها القاحلة إلى أراضي خصبة منذ عقود، بفضل التقنيات التكنولوجية الحديثة التي طورتها داخل مختبراتها العلمية، بما في ذلك الاستعانة بالري بالتنقيط ومعالجة المياه العادمة.
وعلى مستوى الجانب الأميركي، سيجري كل من جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض، وآفي بيركوفيتش، مبعوث الشرق الأوسط، وآدم بوهلر، رئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية، مباحثات مع مسؤولين مغاربة.
آفاق شراكة واعدة
وتوقعت وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح علوي أن يزور المغرب 200 ألف سائح إسرائيلي في 2021، مشيرة في تصريح لقناة "كان" الإسرائيلية إلى أن عدد السياح الإسرائيليين الذين سيزورون المغرب سيتضاعف من 50 ألفا إلى 200 ألف بعد إطلاق رحلات جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل.
وأعلنت شركة طيران “العال” الإسرائيلية، أنها ستسير أول رحلة من إسرائيل إلى العاصمة المغربية الرباط في الـ22 من ديسمبر الجاري، ستحمل وفدا أميركيا إسرائيليا مشتركا. وتأتي الرحلة عقب اتفاق تم بوساطة أميريكية على استئناف العلاقات، مؤخرا.
ويرى رشيد لزرق، الأستاذ بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن بعض القوى التي تريدُ المزايدة على المغرب فتتحدث عما تصفه بالتطبيع، لا تدرك أن المجتمع المغربي كان دائما يعتبر الثقافة العِبرية مكونا من مكونات الهوية المغربية.
وأضاف أن أي مزايدة على زيارة وفد أميركي إسرائيلي، تدخل ضمن التعبير عن "الكبت الإيديلوجي"، وليس عن رؤيا سياسية واضحة، بمنطق الدولة البراغماتي الذي يخدم صالح المواطن المغربي.
وأكد الباحث أن ربط العلاقات مع إسرائيل له غاية سياسية وإنسانية، نظرا إلى وجود أكثر من مليون مغربي داخل إسرائيل، والدستور المغربي أعطى لهذه الجالية مكانة مهمة خاصة في الفصل 17، فـ"الزيارة تأتي لربط التواصل بين المغرب وإسرائيل بشكل علني، بإعادة تفعيل مكتب الاتصال الذي كان من قبل".
وأضاف لزرق أن المغرب يفتح المجال أمام أبناء الجالية المغربية اليهود، على غرار باقي جاليات العالم للدخول إلى بلدهم، والقيام باستثمارات على اعتبار أن المغرب بلد مواطنة لا يفرق على أساس الانتماء الديني، ولأن الملك هو أمير المؤمنين، ومن بينهم المسيحيون واليهود، يمكن للمغرب الاستفادة من التقنيات الإسرائيلية خاصة في الري والميدان التكنولوجي. على حد قوله
وأكد لزرق أن المغرب يختلف عن باقي الدول العربية في علاقته بإسرائيل، لكون هذه الأخيرة تضم أكبر جالية داخلها من المغاربة، ومن يقول إن العلاقات كانت "خفية"، فهو لا يفهم البنية السكانية لإسرائيل.