عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل مباشرة، رحب اليهود المغاربة بالقرار الذي وصفوه بالتاريخي.
فرح بطعم المعجزات
"لم أتوقع هذا القرار أبدا، كل من التقيته بالأمس من داخل مجتمعنا الصغير عبر عن فرحه الكبير بهذا الموقف المغربي المعجزة". هكذا عبر باتريك، يهودي مغربي مقيم في باريس، في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية.
وأضاف "نحن لدينا تاريخ كبير في المغرب يمتد لأكثر من 2500 سنة، لا أحد منا ينسى الدور البطولي الذي لعبه الملك محمد الخامس في حماية اليهود من حكومة "فيشي"، التي تعاونت مع نظام الحكم الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. لقد قال الملك محمد الخامس للنازيين: "لا يوجد يهود في المغرب، هنالك مغاربة فقط، وكلّهم من رعاياي، ولم يتم مس أي يهودي عكس كل الدول التي تم فيها أسر العديد من اليهود".
كما أكد باتريك أنهم يقيمون كل يوم سبت صلاة خاصة للملك محمد السادس، يطلبون له دوام الصحة والعافية من خلالها.
وفي شق آخر، اعتبر أن هذا القرار يبشر بتبادلات اقتصادية مهمة، ومعارف فلاحية وإلكترونية ستعود بالنفع على المغرب والمغاربة.
وختم قوله بأنه بعد سنتين سيعود إلى مدينة الصويرة مسقط رأسه، ليمضي بقية حياته في منزل سيقوم باقتنائه حلال السنوات المقبلة.
من جانبه، يقول سام كباي، "لا يوجد يهودي واحد لا يحب المغرب، هذا البلد المتسامح المعطاء، نحن فرحون جدا بهذا السلام الذي نتمنى أن يكون دافئا ولا يشمل السياسيين فقط، بل يتعداه للشعب".
كما أوضح أنه في هذه المرحلة سيستطيع اليهود المغاربة زيارة أسرهم في إسرائيل دون مخاوف، كما سيقوم اليهود بزيارة مقابر أسرهم في عدة مدن مغربية بشكل أريح.
أما سابين، فتقول إنها تحتفظ بذكرى جميلة عن حفاوة استقبال المغاربة لها وضيافتهم وكرمهم، "لا زلت أتذكر أثناء زيارتي لإحدى القرى المغربية في شهر رمضان، استضافتنا من طرف أسرة مغربية وتحضيرها لنا الشاي بالنعناع المغربي وهم صائمون، يحترمون كل الديانات، وهذا السلام أمر يفرح قلوبنا بشكل كبير".
وتتابع، "معروف عن اليهود حبهم للسفر، وأظن أن المغرب سيكون الوجهة الاولى لهم مستقبلا، فالمغرب بلد جميل بطبيعته وضيافة أهله وناسه".
علاقات تنسج...
وفي حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، أكد الأمين العام لفيديرالية اليهود المغاربة بفرنسا، سيمون سكيرة، أن هذا القرار ليس سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، إذ سبق وأن أقيمت العلاقات الدبلوماسية في تسعينيات القرن الماضي إلا أنه بعد أربع سنوات حلت الانتفاضة وعادت القطيعة.
ويضيف سيمون، " اليوم، أظن أن هذا القرار المغربي جاء بعد تفكير عميق وفيه مصلحة للكل، سواء بالنسبة للمغرب أو إسرائيل أو فلسطين أو الولايات المتحدة الأمريكية".
ويتابع أن عدد اليهود المغاربة في إسرائيل يصل إلى حوالي 800 ألف شخص، وتدشين خط جوي مباشر بين البلدين سيساهم في زيارات متكررة لهؤلاء اليهود للمغرب.
ويستطرد قائلا، "يزور المغرب سنويا حوالي 50 ألف سائح يهودي من كل أنحاء العالم. في البداية كان الأمر يقتصر على اليهود المغاربة فقط، لكن في السنوات الأخيرة أصبح المغرب وجهة سياحية للكثير من اليهود أيا كانت أصولهم، لأن المغرب بلد مرحب ومتسامح".
ويختم الأمين العام لفيديرالية اليهود المغاربة بفرنسا حديثه بالتأكيد على أن المغرب سيربح خلال السنوات المقبلة بعد هذا القرار المزيد من السياح اليهود القادمين من كل بقاع العالم، كما سيجمع الطرفان علاقات اقتصادية وعسكرية مهمة.