رغم توافق الأطراف الليبية في مسارات 5+5 المختلفة، على وقف العمليات العسكرية وإخراج المرتزقة من بلادهم، تستمر تركيا في تحركاتها المشبوهة لإغراق البلاد بالسلاح والعمل على تجدد المواجهات.

فبعد يوم من ضبط الجيش الليبي سفينة تركية دخلت المياه الإقليمية الليبية حاملة علم جامايكا، كشفت القوات المسلحة الليبية عن "حركة طيران غير اعتيادية للطيران التركي المسير من قاعدة مصراتة التي تسيطر عليها القوات التركية".

وتأتي هذه التحركات في محاولة لضرب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيعمل في المستقبل القريب على إنهاء تواجدها في ليبيا ميدانيا وسياسيا.

المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، قال في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن طائرات تركية مسيرة تجوب مناطق غرب مدينة سرت.

وأضاف أن تلك الطائرات أقلعت من قاعدة مصراتة، وذلك في حركة طيران غير اعتيادية وفي تحدٍ لاتفاق اللجنة العسكرية الليبية 5+5.

وينص اتفاق 5+5، الذي تم توقيعه في أكتوبر الماضي، على تثبيت وقف إطلاق النار وخروج كافة المرتزقة الأجانب من ليبيا.

استفزازات متكررة والنفط هدف

ويرصد الجيش الليبي منذ أيام عدة استفزازات تركية، لخرق اتفاق وقف إطلاق النار وللاتفاقات الدولية حول ليبيا، مثل إرسال أنقرة نحو 10 طائرات شحن إلى ليبيا خلال أسبوع.

ويتزامن هذا التحرك، مع تحشيد للعناصر المدعومة من أنقرة بالقرب من مدينة سرت الاستراتيجية، القريبة من موانئ تصدير النفط الليبي.

ويقول المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي: "نعرف أن أردوغان يهدف للوصول إلي النفط والموانئ النفطية وسيحاول من خلال المليشيات المتطرفة والإخوان السيطرة على قوت الليبيين باعتباره مفتاح السيطرة على ليبيا".

وشدد المسماري على أن النفط الليبي والموانئ النفطية تحت أيدي أمينة (قوات الجيش الوطني)، موضحا أن المجتمع الدولي يعرف ذلك تماما.

ويعد النفط مصدر الدخل الرئيسي للبلاد؛ حيث يمثل نحو 95 بالمئة من عوائد الدخل القومي الليبي.

أخبار ذات صلة

السيسي يرد على احتمالية مواجهة تركيا عسكريا
"قطر الخيرية".. ستار الدوحة "المفضوح" لتمويل الإرهاب

وشدد المتحدث باسم الجيش الليبي، على أن أي تلاعب بالنفط لن يكون قضية محلية فقط، وإنما سيكون قضية دولية لوجود شركاء أجانب وشركات أجنبية، لافتا إلى أن المجتمع الدولي بات يراقب بجدية ملف إنتاج النفط في ليبيا.

وأكد المسماري أن أردوغان حتى هذه الساعة، ينقل العتاد والمرتزقة إلى ليبيا ويسيطر على قواعد جوية وبحرية غرب ليبيا، واصفا إياه بـ"المستعمر".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أعلن السبت الماضي، وجود معلومات حول نية أنقرة إرسال دفعة جديدة من المرتزقة السورية إلى ليببا، مؤكدا وقف أنقرة عملية ترحيل هؤلاء المرتزقة من ليبيا منذ نحو 20 يوما.

بوادر حرب

وفي ذات السياق، يقول المحلل الليبي محمد الترهوني، إن الاستفزازات المتكررة من قبل القوات التركية لا تبشر بالاستقرار في ليبيا أو المنطقة برمتها.

وأوضح الترهوني، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن آخر تصريحات للقيادة العامة للجيش الليبي أكدت أن الحرب ضد الأتراك لا تزال مستمرة، خاصة في ظل التحشيد العسكري لأنقرة إلى مصراتة والوطية، بجانب التحركات المشبوهة من قبل اتباعها في الجنوب الليبي.

وأضاف أن الجيش الوطني الليبي ملتزم التزاما كاملا باتفاق اللجنة العسكرية 5+5 والاتفاقات الدولية حول ليبيا.

وذكر المحلل السياسي الليبي، أنه في حال تمت المواجهة، فإن القوات المسلحة الليبية "لن تقف مكتوفة اليدين وستقوم بالرد ورد قوي جدا على الاعتداءات التركية".

وأشار إلى أن تركيا تسعي وبكل جهدها لضرب اتفاق اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، ومن ثم ضرب اتفاق وقف إطلاق النار لأنه لا يصب في مصلحتها؛ حيث ينص على إخراج كافة المرتزقة وتفكيك المليشيات.

وتابع: "أنقرة تسعى لضرب اتفاق 5+5 والحوار السياسي القائم بين الأطراف الليبية، حتي يظل الانقسام قائما ومن ثم تمكينها من تحقيق أطماعها في ليبيا".