يتمتع أهالي النوبة أقصى جنوب مصر بخصوصية تميزهم، بدءا من العادات والتقاليد والثقافة والملابس، حتى لغتهم المحلية المميزة، التي دائما ما تكون محط اهتمام وإعجاب الكثيرين لفرادة مصطلحاتها.

ولعل هذا السبب هو ما جعل من اللغة والرموز النوبية محور مبادرة 3 فتيات مصريات، صاحبات رسالة نشرها من خلال الطرحة (الحجاب).

بألوان زاهية ورموز تبدو غريبة على قارئها، لكنها في الوقت ذاته مميزة وفريدة ومبهجة تبدو كموضة مميزة للأوشحة، حرصن على "تقديم قيمة أكثر من مجرد منتج، بهدف المحافظة على التراث النوبي واللغة النوبية بطريقة خاصة"، ضمن جهود ثقافية وأهلية لنقلها للأجيال الجديدة وحمايتها من الاندثار.

3 فتيات يدرسن في الجامعة الألمانية في مصر، حملن على عاتقهن مسؤولية تعريف الداخل والخارج برموز اللغة النوبية، التي يتحدث بها نحو 11 مليون شخص، وهي لغة نيلية صحراوية، وإحدى اللغات المستخدمة في جنوب مصر وشمال السودان، وسبق وأن استخدمها الجيش المصري كشفرة في حرب أكتوبر 1973.

أخبار ذات صلة

الحياة تعود لـ"بلاد الذهب".. قِبلة "سياحة المشاهير" في مصر
بين مصر والسودان.. مهمة شعبية لإنقاذ "شاحنة الشوكولاتة"

وتشرح يارا محمد، وهي طالبة بالسنة النهائية في كلية صيدلة بالجامعة الألمانية، تفاصيل المبادرة التي أطلقتها رفقة زميلتيها، قائلة إنهن 3 فتيات مصريات (اثنتان منهن في السنة النهائية بكلية الصيدلة، والثالثة تخرجت في كلية إدارة الأعمال)، انطلقن في مشروعهن ومبادرتهن الخاصة من خلال خط إنتاج "نوبي" لتصنيع الطُرح بتصميمات ورموز وأسماء نوبية.

وأطلقت يارا وزميلتاها على مبادرتهن اسم "ونچي"، وهي كلمة نوبية تعني النجوم، وكانت البداية في شهر يوليو من عام 2019، وخلال فترة وجيزة نجحن في الانتشار وبيع منتجاتهن خارج مصر.

وتقول الفتاة النوبية لموقع "سكاي نيوز عربية": "ليست مجرد رسومات على طرحة فقط، غرضنا أن ننشر ونعرف الناس أكثر عن الحضارة النوبية، بداية من التراث والرموز وحتى اللغة النوبية التي يجهلها معظمنا".

وتلفت يارا إلى أنهن أطلقن على كل "طرحة" اسما نوبيا يرمز لها، وقمن بالتعريف بذلك الاسم بطريقة طريفة وجذابة من خلال الرسومات المنقوشة المصممة خصيصا لكل منتج، بغرض نشر الثقافة واللغة بشكل أوسع داخل وخارج مصر.

وتوضح: "مع تسميتنا لكل طرحة باسم نوبي، بدأ الناس يتفاعلون معنا بالفعل وينطقون اسم كل طرحة باللغة النوبية".

وتؤكد أن الفتيات الثلاث فوجئن بحجم الإقبال على شراء منتجهن داخل وخارج مصر، مما شجعهن على شحنه إلى دول عربية وأوربية، فضلا عن مشاركتهن في معارض مختلفة.