تشهد كل من ليبيا ومنطقة شرق المتوسط حالة من الزخم العسكري والسياسي، وذلك في ظل استعدادات باريس لزيارة مهمة سيجريها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الفرنسية الاثنين المقبل، بالتزامن مع ختام مناورات "ميدوزا 10".
وحملت "ميدوزا 10" رسالة موجهة بشكل مباشر للنظام التركي وللداخل الليبي أيضا، بعد أن ربطت تلك المناورات مسرح العمليات في شرق المتوسط بليبيا، في ظل ما تعيشه أنقرة من ترقب لعقوبات أوروبية متوقعة، وما تشهده باريس من تحضيرات لزيارة السيسي.
وانطلقت الاثنين 30 نوفمبر مناورة "ميدوزا 10" العسكرية المشتركة في شرق البحر المتوسط، بين كل من فرنسا واليونان وقبرص ومصر والإمارات، وتستمر حتى الأحد، قبالة سواحل الإسكندرية.
ووصف الإعلام اليوناني تلك النسخة من مناورات "ميدوزا 10" بـ"المهمة للغاية" بحكم توقيت المناورة التي جاءت في ظل تصاعد التوترات بين الدول المشاركة في المناورة من جانب، وأنقرة من جانب آخر، بسبب تجاوزات سفن التنقيب التركية في شرق المتوسط ومياه كل من قبرص واليونان الإقليمية، وبالتزامن أيضا مع التدخل التركي السافر في ليبيا.
ودائما ما كانت مناورات "ميدوزا" تقتصر على الجانبين المصري واليوناني فقط، إلا أن النسخة الحالية ضمت قوات من جيوش فرنسا وقبرص والإمارات.
وكشفت صحف تركية أن مناورات "ميدوزا 10" ستشمل تدريبات عسكرية مشتركة في الطيران والبحرية، وستجرى المناورة المشتركة بين الدول الخمس على 3 مراحل، تشمل البحث والإنقاذ والحرب الإلكترونية والتدريبات السطحية والتشكيلات البحرية.
ويرى الخبير الليبي المختص في العلاقات الدولية محمد مسعود، أن "مناورة ميدوزا 10 بلورت بشكل واضح شكل العلاقة والتعاون العسكري والسياسي الجديد بين مصر وفرنسا والإمارات واليونان وقبرص".
ويضيف مسعود لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المناورات جاءت هذه المرة بسواحل شمال غرب مصر وقرب ليبيا"، وهي منطقة تحمل أهمية إستراتيجية بالغة حاليا.
وتابع: "اليوم، اليونان وقعت عقود شراء مقاتلات رافال من فرنسا أسوة بمصر، وتتطلع نحو واشنطن لامتلاك مقاتلات F35 الشبحية، وذلك كله يغير ميزان القوى الجوية بين تركيا واليونان لصالح الأخيرة".
وأوضح مسعود أنه "من المتوقع وصول أول 6 مقاتلات رافال فرنسية لليونان في النصف الأول من العام المقبل، كذلك تقدمت أثينا بطلب شراء نفس العدد من مقاتلات F35 من الولايات المتحدة على أمل أن تتسلمها في الأشهر المقبلة".
اليونان تعيد هيكلة وتطوير جيشها
وأشار المتحدث إلى أنه "لدى الجيش اليوناني إستراتيجية وخطة واضحة لتطوير أكبر قدر ممكن من أسلحته بمختلف الأفرع، خاصة القوات الجوية والبحرية، وما يؤكد ذلك تقدم وزارة الدفاع اليونانية مؤخرا بطلب لشراء المزيد من الطائرات دون طيار، وأنظمة الاستجابة للطائرات دون طيار، على أن يكون استلامها بحد أقصى العام المقبل".
واستطرد: "كل ذلك يأتي في إطار برنامج التسلح الجديد الذي وضعته الحكومة اليونانية مؤخرا، فقد كشف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في سبتمبر الماضي عن خطة جديدة لتعزيز وتطوير القدرات العسكرية للجيش، حيث تحصل اليونان على 4 فرقاطات متعددة المهام، وتحدث 4 فرقاطات أخرى، وتشتري 4 مروحيات و18 مقاتلة رافال فرنسية وأسلحة مضادة للدبابات وطوربيدات وصواريخ، إضافة إلى تجنيد 15 ألف جندي وضخ المزيد من التمويل في قطاع صناعتها الدفاعية".
ومن جهة أخرى، يقول الباحث السياسي الليبي حمد المالكي إن مناورات "ميدوزا" في نسختها الحالية الموسعة "ربطت مسرح العمليات في كل من ليبيا وشرق المتوسط".
وأضاف المالكي لموقع "سكاي نيوز عربية": "في قراءتنا لمناورات ميدوزا في نسختها الحالية يجب ألا نغفل مناورات سيف العرب التي انطلقت في قاعدة محمد نجيب العسكرية بأقصى شمال غرب الصحراء الغربية بمصر وعلى مسافة قريبة جدا من حدود ليبيا، بمشاركة مصر والإمارات والسعودية والبحرين والأردن والسودان، وتم تنفيذها بالذخيرة الحية، وهي جميعا دول معنية بالملف الليبي، كذلك بمناورة الشهيد الفريق ونيس بوخمادة التي نفذتها نخب من أكفأ الفرق والجنود بالقوات المسلحة الليبية وفي مقدمتهم اللواء 106مجحفل بالذخيرة الحية أيضا".
وتابع: "هذه المناورة التي شهدت فرضية تصدي الجيش الوطني الليبي لهجوم تركي مباغت على منطقتي سرت والجفرة، ومن ثم تنكيس أحد الجنود الليبيين للعلم التركي بعد إحباط الهجوم، في إشارة صريحة لا تقبل الشك إلى أن كل تلك المناورات والتحركات تهدف لردع تركيا، وكلتا المناورتين سيف العرب والفريق ونيس بوخمادة انطلقتا في وقت واحد منذ أسبوعين تقريبا".