يجسد اختيار "قبة المهدي" كمرقد أخير للصادق المهدي، رئيس الوزراء السوداني الأسبق ورئيس حزب الأمة، الذي توفي مساء الأربعاء متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، القيمة التاريخية والرمزية الدينية الكبيرة لتلك القبة لدى أنصار الراحل.

وبنيت القبة في مكان يتوسط دائرة آل المهدي في قلب مدينة أم درمان، وكان أول من دفن في أرضها مؤسس الدولة المهدية الإمام محمد أحمد المهدي، الجد الأكبر للصادق المهدي، الذي توفي في يونيو 1885.

وظلت "قبة المهدي" تشكل مزارا تاريخيا ومعلما بارزا من معالم مدينة أم درمان، التي اشتهرت بأنها العاصمة الثقافية للسودان، حيث أنجبت العديد من المفكرين والشعراء والفنانين.

ويصف شيخ الدين جار النبي، وهو أحد أدباء الأنصار الذين أتوا من منطقة تبعد أكثر من 400 كلم عن أم درمان للمشاركة في تشييع الصادق المهدي، القبة بأنها "مصدر إلهام للسودانيين".

ويقول جار النبي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القبة تعني الكثير بالنسبة له ولغيره من السودانيين، لأنها "تحتوي على مرقد مؤسس فكرة المهدية وبطولاته التاريخية".

وبعد دفن الصادق المهدي فيها صباح الجمعة، أصبحت القبة مرقدا لثمانية من زعماء الأنصار، فبالإضافة للصادق وجده المؤسس، دفن في القبة أيضا الإمام عبد الرحمن المهدي، الذي توفي في الرابع والعشرين من مارس 1959.

وتضم المقبرة أيضا الإمام الصديق المهدي (والد الصادق) الذي توفي في أكتوبر 1961، والإمام الهادي المهدي الذي دفن فيها عام 1986 (وهو الذي قُتل في مارس 1970).

كما يرقد في باحة القبة، صلاح الصديق المهدي الذي توفي في مارس 1986، وعمر نور الدائم الذي توفي في أكتوبر 2003، وصلاح عبد السلام الخليفة، المتوفي في يوليو 2006.

أخبار ذات صلة

السودان يودع المهدي "حكيم الأمة" في جنازة رسمية
وصول جثمان الصادق المهدي إلى مطار الخرطوم
من سيخلف الصادق المهدي؟ احتمالات عدة أبرزها "الوصية"
السودان يعلن الحداد 3 أيام على وفاة الصادق المهدي

وتقع القبة وسط فناء ضيق، يضم أيضا في الواجهة بعض المباني الإدارية وبوابة خشبية تم تغييرها بأخرى حديدية في النسخة الثانية.

ويتكون مبنى القبة من قاعدة مربعة الأضلاع على مساحة 4 أمتار وارتفاع 6 أمتار، في شكل غرفة لها أربعة أبواب، و12 نافذة دائرية، يضم كل جدار 3 منها.

ويعلو القاعدة المربعة بناء سداسي الشكل، تقوم فوقه قبة مخروطية كبيرة ترتفع لسبعة أمتار، وعلى قمتها رأس رمح معدني.

وشيدت على كل جانب من أركان قاعدة المبنى وحول القبة الكبيرة 4 قباب صغيرة، تقوم كل واحدة منها على 4 أعمدة وضع في أعلى كل منها رمح معدني.

ويوجد داخل الغرفة الرئيسية صندوق خشبي كبير بني اللون يضم رفات المهدي، يحتل معظم مساحة الغرفة، مزدان بآيات قرآنية ومصابيح تقليدية بيضاء اللون خضراء الإضاءة، وحول الصندوق سياج حاجز من الخشب، لمنع الزوار من الاقتراب من الصندوق.

ويشير الصحفي ياسر قاسم، المهتم بتوثيق تاريخ مدينة أم درمان، إلى أن رمزية القبة تتجسد في كونها "المكان الذي دفن فيه مفجر الثورة المهدية، محمد أحمد المهدي، وتتوسط بقعة أم درمان التي اختارها المهدي عاصمة للسودان".

وأضاف قاسم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الأهمية التاريخية والسياحية للبقعة تأتي من خلال موقعها المميز، حيث تتوسط قلاع الثورة المهدية، بمسمياتها التاريخية (بيت المال وبيت الأمانة والملازمين)، كما يحيط بالقبة مسجد خليفة المهدي بمآذنه العالية في الناحية الشمالية، وميدان خليفة المهدي في الناحية الغربية.