يتواصل اعتصام أنصار الحزب الدستوري الحر في تونس أمام مقر فرع ما يسمى بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، لأجل طرد المنظمة من تونس والتحقيق في تمويلها لأنشطة لها علاقة بالإرهاب.
وهذا الاعتصام الأول الذي تقوم به حركة سياسية في تونس ضد فرع "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، ويقول المعتصمون إن نضالهم مفتوح ومستمرٌ إلى حين تحقيق ما يطالبون به.
وقالت زعيمة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، إن فرع "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" عبارة عن وكر يقوم بتفريخ الإرهاب والتطرف.
وأشارت موسي، في تصريح صحفي، إلى صلة هذا الاتحاد برئيسه السابق، يوسف القرضاوي، الذي عُرف بفتاوى تشرعُ تفجير النفس وإتيان الجرائم الإرهابية.
وتحدثت موسي أيضا عن الدور الذي اضطلعت به فتاوى القرضاوي الذي يعيش في قطر، في هدر الدم العربي وإشاعة الفوضى بعد سنة 2011.
وأوردت أن الحزب طالب بوقف الدورات التي يقدمها هذا الفرع في تونس لأنها تقوم بنشر أفكار تكفيرية ونشر "الفكر الظلامي والحقد في المجتمع"، فضلا عن مناهضة النظام الجمهوري في البلاد.
ولم تقتصر هذه المطالب في تونس على الحزب الدستوري لوحده، بل حظي بتأييد وسط الهيئات المدنية التي حثت السلطات على حظر فرع "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، لاسيما أن البلاد اكتوت مرارا بنيران الإرهاب.
وتقول زهية جويرو، وهي عضو المرصد الوطني التونسي للدفاع عن مدنية الدولة، إن فرع ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يشكل ذراعا للتنظيم الإخواني والإرهابي العالمي.
ويأتي هذا الاعتصام فيما أشارت تقارير قضائية ورسمية في تونس، إلى شبهات تمويل خارجي لقوائم انتخابية ترشحت لمجلس نواب الشعب في 2019، وهذا الأمر يضع أنشطة بعض الهيئات، ومنها فرع "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" مثار الكثير من الشكوك.
وتشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى وجود نحو 2500 من المتشددين السوريين وسط صفوف ميليشيات طرابلس التي توالي حكومة فايز السراج، وتحظى بدعم عسكري من تركيا.
وفي أكثر من مرة، اتُهمت حركة النهضة الإخوانية في تونس، وهي على صلة توصف بالوثيقة مع "الاتحاد"، بأداء دور في سفر الآلاف للخارج من أجل الانضمام لتنظيمات متطرفة.
دور تركي
ويرى رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، جاسم محمد، أن هذا النقاش دائر لأن تونس معنية بملف الإرهاب، لاسيما أن الآلاف من مواطني البلاد التحقوا بتنظيم داعش في الخارج، بينما تتحرك دول أوروبية في الوقت الحالي من أجل إعادة عناصر مشتبه في تطرفهم إلى البلدان التي ينحدرون منها في شمال إفريقيا.
وأشار إلى تورط المهاجر التونسي، إبراهيم العيساوي، في حادث إرهابي بمدينة جنوبي فرنسا، بينما كان التونسي المتشدد أنيس العامري قد نفذ اعتداء دهس مروعا في العاصمة الألمانية، في ديسمبر 2016.
وأوضح جاسم محمد أن القاسم المشترك بين الاثنين هو الهجرة، ولهذا السبب، فقد فطن الاتحاد الأوروبي إلى المخاطر المحدقة به من سواحل ليبيا، لاسيما في ظل جلب تركيا لآلاف المرتزقة من سوريا.
وأضاف في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن جماعات متطرفة في ليبيا تقوم بدس متطرفين بين المهاجرين غير الشرعيين حتى ينفذوا هجمات في أوروبا.
وأورد أن تركيا متورطة في هذا الملف، لأنها قامت بنقل المتطرفين من عدة دول صوب أخرى، لأجل خدمة أجنداتها وبث القلاقل.
وفي المنحى نفسه، أشار الباحث إلى تقديم تمويل لجمعيات وهيئات داخل تونسي حتى تقوم بترحيل عناصر متشددة كي تنفذ اعتداءاتها في دول أوروبية.