اعتقلت قوات الأمن اللبنانية صاحب خزان المازوت، الذي انفجر في بيروت مساء الجمعة وأدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين، حسبما قال مصدر أمني.
والمعتقل يدير مولدا خاصا يوفر الكهرباء لسكان منطقة الطريق الجديدة، أثناء الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي في البلاد، وفق المصدر.
ولقي 4 أشخاص مصرعهم من جراء انفجار خزان مازوت في مستودع، تسبب باندلاع حريق في منطقة مكتظة بالسكان، وهو ما أثار مجددا الذعر بعد انفجار دموي شهده ميناء العاصمة في 4 أغسطس.
وخلفت المأساة التي وقعت مساء الجمعة عددا من الجرحى، متسببة أيضا بحالات اختناق، فيما أصيب 3 أطفال أيضا بحروق، بحسب مصدر طبي بالمستشفى الذي استقبلهم.
وفي بلد يعاني ضعف الخدمات العامة ويشهد منذ عام أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تعد واقعة الجمعة الأحدث في سلسلة من الأحداث المأسوية التي يمر بها لبنان منذ شهرين.
وتحدث الملازم علي نجم من فوج إطفاء بيروت، عن اشتعال النيران في "خزان مازوت" ووقوع انفجار في منطقة الطريق الجديدة يوم الجمعة، مؤكدا لـ"فرانس برس" أن الأسباب لا تزال مجهولة.
وكتب الصليب الأحمر اللبناني على "تويتر": "ارتفاع عدد الضحايا إلى 4 وعدد من الجرحى من جراء انفجار خزان للمازوت" في منطقة الطريق الجديدة.
وعرض تلفزيون "الجديد" المحلي، الذي تحدث عن وجود أكثر من 20 مصابا، صورا لألسنة لهب في أحد الأزقة، ثم لقطات سمع خلالها صراخ سكان المنطقة المذعورين.
وأجلى رجال الإطفاء سكان المباني المجاورة، بينما كان دخان رمادي لا يزال يتصاعد، حسب مشاهد بثتها القناة.
وقال محافظ بيروت مروان عبود لـ"الجديد"، إن "عمليات الإخلاء مستمرة"، وأضاف أن البلدية عملت خلال الأسابيع الماضية على تفقد المستودعات التي قد تشكل خطرا على الأحياء السكنية، مشيرا إلى أنه تم تحديد حوالى 100 موقع.
وتابع عبود: "أغلقنا جزءا منها وفرضنا على الجزء الآخر إجراءات لضمان السلامة العامة. كنا نخشى وقوع حوادث مماثلة".
ويعاني لبنان منذ 3 عقود على الأقل مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء ذي المعامل المتداعية، وساعات تقنين طويلة، مما أجبر غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب مولدات الكهرباء الخاصة التي تعوض نقص إمدادات الدولة.
ويعد قطاع الكهرباء الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة في لبنان، وقد كبد خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
ويشكل إصلاح هذا القطاع شرطا رئيسيا يطالب به المجتمع الدولي.
وتأتي هذه المأساة الجديدة في وقت كان انفجار في الرابع من أغسطس المنصرم في مرفأ بيروت، قد أوقع نحو 200 قتيل وآلاف المصابين ودمر أحياء بكاملها.
وبعد مرور شهرين على الانفجار، لم يتوصل التحقيق اللبناني إلى كشف ملابساته، كما لم يتم الإعلان عن أي نتائج.