قال وزير العدل اللبناني الأسبق أشرف ريفي، إن تعثر تشكيل حكومة مصطفى أديب الذي دفعه إلى الانسحاب من المشهد السياسي، وراءه إيران والقوى المحسوبة عليها في البلاد.

وأضاف ريفي في حديث إلى "سكاي نيوز عربية" بعد اعتذار أديب، السبت: "لدينا معلومات شبه أكيدة تفيد أن الإيرانيين لا يريدون حكومة في الوقت الحاضر، لذلك فالفريق المحسوب عليها وضع شروطا تعجيزية، لأن طهران تريد ربطها بموعد الانتخابات الأميركية".

وأشار ريفي إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل أيام، الذي أبدى فيه امتعاضه من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل حكومة إنقاذ في لبنان.

وقال الوزير السابق: "الإيرانيون يعيشون وهم إعادة الإمبراطورية الفارسية، معتقدين أن دولا عربية مثل لبنان يجب أن تتبع لهم".

ورأى وزير العدل اللبناني الأسبق أن تأليف حكومة أديب أصبح عصيا، لأنه "بات في أيدي مجموعة من الناس أشبه بمافيا أوصلوا البلد للخراب".

وأضاف أن "المطلوب اليوم هو حكومة إنقاذ تنتشل البلاد من أزمتها"، مؤكدا أن "عقلية الطبقة السائد هي علة العلل في لبنان، فهذه ثالثة حكومة في العهد الحالي، وكل واحدة أسوأ من الأخرى، هذا العقل لا ينتج سوى الأزمات، وعندما قال الرئيس ميشال عون رايحين على جهنم، ففريقه هو الذي يقود البلاد نحو هذه النتيجة".

أخبار ذات صلة

مصدر قريب من ماكرون: فرنسا لن تخذل لبنان
رئيس الوزراء اللبناني المكلف يعتذر عن تشكيل الحكومة
عون: لبنان "ذاهب إلى جهنم" ويحتاج معجزة
لبنان.. أديب يريد حكومة اختصاصيين وحزب الله يضع عراقيل

وكان أديب أعلن في وقت سابق السبت اعتذاره عن تشكيل الحكومة، بعد نحو شهر من تكليفه بهذه المهمة.

وقال أديب في كلمة مقتضبه بعيد لقاءه مع عون في قصر بعبدا الرئاسي قرب بيروت، إن التوافق بين القوى السياسية الذي على أساسه قبل مهمة التكليف لم يعد موجودا.

ووجهت خطوة أديب صفعة لجهود ماكرون في كسر الجمود السياسي في البلاد، بغية تشكيل حكومة قادرة على إجراء إصلاحات ضرورية لتلقي المساعدات الدولية.

وأصر الثناني الموالي لإيران، حزب الله وحركة أمل، على الاحتفاظ بحقيبة المالية، الأمر الذي أثار حفيظة بقية القوى السياسية في البلاد.

وجاء موقفهما هذا بعد أن فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على سياسيين مقربين من حزب الله، من بينهم وزير المالي السابق علي حسن خليل.

ولبنان غارق في أسوأ أزمة اقتصادية يعيشها في تاريخه الحديث، إلى درجة أنه عجز للمرة الأولى عن سداد ديونه الخارجية في مارس الماضي، وتسبب انهيار العملة المحلية في ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.

وفاقم الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، الأوضاع المتردية في البلاد، وتسبب في مقتل نحو 200 شخص وإصابة الآلاف، فضلا عن خسائر مادية قدرت بالمليارات.