نظمت محافظة المنوفية المصرية جنازة عسكرية، الخميس، لتشيع جثمان المقدم محمد عفت، من قوات التأمين في سجن طرة، بعد وفاته مساء الأربعاء، خلال تصديه لهروب سجناء محكوم عليهم بالإعدام.
وخيمت حالة من الحزن خلال صلاة الجنازة، التي أُقيمت في مسقط رأس الفقيد بمدينة سرس الليان، بحضور اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، واللواء أحمد فاروق مدير أمن المنوفية.
وخرج المئات من سكان قرية الراحل خلف جثمانه، فيما انهار أقارب الفقيد خلال أداء صلاة الجنازة، وفقا لأحمد سعيد أحد أهالي القرية في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية".
وفي القاهرة، شيعت جنازة العقيد عمرو عبدالمنعم، وهو بطل عالمي في رياضة كمال الأجسام، من مسجد الشرطة في منطقة التجمع الخامس، بحضور عدد من القيادات الأمنية.
ونعى وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، ببالغ الأسى والحزن "الشهيد البطل عمرو عبد المنعم" أحد أبطال الرياضة المصرية في كمال الأجسام وزملائه من أبناء الشرطة المصرية الباسلة.
وأكد رئيس الاتحاد المصري لكمال الأجسام، عادل فهيم، لـ"سكاي نيوز عربية" أن "عمرو عبدالمنعم بطل مميز حصل على عدد من بطولات الجمهورية في مسابقات كمال الأجسام".
وأضاف فهيم بينما يتواجد في جنازة عبدالمنعم "موكب مهيب وشعور بالأسى تملك الجميع خاصة مع رؤية بكاء طفلتيه، بينما تحمل العربة العسكرية الجثمان في اللحظات الأخيرة قبل توديعه".
وحرص رئيس الاتحاد المصري لكمال الأجسام على حضور الجنازة رفقة عدد من أعضاء الاتحاد وأبطال كمال الأجسام بمصر، كما يوضح فهيم لـ"سكاي نيوز عربية" لكونه نموذج للشجاعة والتفاني لكافة الشباب في هذا المجال.
وتابع: "رشحناه دائمًا إلى البطولات العالمية لتميزه الشديد، لكنه كان يرفض من أجل ارتباطه بعمله الشرطي وعدم استطاعته الابتعاد عن واجبه الوطني".
وأستطرد رئيس الاتحاد المصري لكمال الأجسام "كان يتحدث باستمرار عن حبه لبلاده وإيمانه بدوره ورسالته من خلال وجوده في وزارة الداخلية المصرية".
وخلال محاولة لتكريم الشهيد عمرو عبدالمنعم، قال رئيس الاتحاد المصري لكمال الأجسام إنه "قرر إطلاق اسم الفقيد على أول بطولة جمهورية تقام قريبًا، والتي يشارك فيها أبطال مصر من 25 محافظة".
وفي ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، ارتفع عدد القتلى من قوات تأمين سجن طرة إلى 4 أشخاص، بعد وفاة مجند آخر متأثرًا بإصابته خلال التصدي لمحاولة هروب من السجن.
وأعلنت مصادر أمنية بوزارة الداخلية تصدي رجال الأمن لهروب 4 من المحكوم عليهم بالإعدام والمودعين بحجز الإعدام بسجن طرة، صباح الأربعاء، ومقتل ضابطين وفرد شرطة.
سجن طرة
وأسفرت الواقعة عن مصرع المحكوم عليهم الأربعة وهم السيد عطا وعمار الشحات ومديح رمضان وحسن زكريا.
ويقع سجن طرة بمنطقة حلوان جنوبي القاهرة، ويضم عدد من السجون المختلفة من بينها ليمان طرة وسجن المزرعة وسجن طرة شديد الحراسة 992 الذي شهد محاولة الهروب.
ويُحاط السجن بسور يصل ارتفاعه إلى 7 أمتار، وأبراج عديدة وكاميرات مراقبة لمتابعة حركة السجناء، فضلًا عن انتشار البوابات المصفحة داخله، وقوات تأمين متواجدة على مدار اليوم داخل القطاعات المختلفة وخارج السجن.
من هم السجناء؟
وداخل سجن طرة قبع "عطا والشحات ورمضان" المحكوم عليهم بالإعدام بقرار من محكمة جنايات القاهرة في 14 أكتوبر 2018، وتأييد محكمة النقض للحكم في يوليو 2020، في القضية المشهورة باسم "كتائب أنصار الشريعة".
وأوضحت تحقيقات نيابة الدولة العليا أن الثلاثة عملوا على تأسيس جماعة كتائب أنصار الشريعة بأفكار متطرفة شعارها تكفير سلطات الدولة ومواجهتها لتغيير نظام الحكم بالقوة.
وتبنت تلك الجماعة، وفقا لتحقيقات نيابة الدولة العليا، الاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم واستهداف المنشآت العامة وإحداث الفوضى بالمجتمع.
أما القتيل الرابع من المحكوم عليهم فقد قضت محكمة جنايات القاهرة، في ديسمبر عام 2018، بعد استطلاع رأي مفتي الديار المصرية، بإعدامه لذبحه طبيب داخل عيادته الخاصة بمنطقة الساحل شمالي القاهرة.
وبحسب تحقيقات النيابة، فقد وصل زكريا إلى عيادة خاصة لطبيب أنف وأذن وحنجرة، في سبتمبر 2017، واندفع إلى غرفته وقام على الفور بطعنه بسكين مما أسفر عن وفاته وسط حالة من الخوف بين المتواجدين.
وخلال محاولته الهروب من المكان، حاولت الممرضة الإمساك به، وفقا للتحقيقات، لينقض عليها مسددا لها طعنات بسلاحه الأبيض، قبل أن يفر هاربًا، بينما حاول الأهالي اللحاق به دون فائدة.
وتبين لجهات التحقيق بعد القبض عليه انضمام زكريا لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون واعتناقه لأفكار تنظيم داعش الإرهابي، ليصدر القرار بإعدامه.
تحقيقات في الحادثة
وبعد ساعات من محاولة الهروب، تفقد وزير الداخلية المصري، محمود توفيق، منطقة سجون طرة، للاطمئنان على قوات الشرطة ومتابعة أعمال التأمين، وفقا لصحيفة "المصري اليوم".
وكلف توفيق قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية بفحص ملابسات الحادث، وإجراء تحقيق عاجل لمراجعة إجراءات التأمين في سجن طرة، ورفع تقرير عاجل بالتفاصيل كافة.
كما أمر وزير الداخلية المصري بمراجعة وسائل التأمين في عنبر الإعدام بسجن طرة، مشددًا على تطبيق الإجراءات الأمنية الصارمة داخل المكان.
وفي وقت لاحق، نعى المجلس القومي للمرأة، في بيان رسمي، رجال الشرطة الذين استشهدوا خلال الواقعة المؤسفة، وأعرب المجلس عن خالص التعازي والمواساة لأمهات وزوجات الشهداء.