رسم أطباء ومتطوعون مشاركون في إحدى المبادرات العاملة في مجال درء الآثار الصحية الناجمة عن فيضانات السودان، صورة قاتمة عن الأوضاع الصحية في معظم مناطق السودان المتضررة من موجة الفيضانات، التي اجتاحت البلاد منذ نحو شهر.
ويأتي هذا فيما أعلنت اللجنة العليا لطوارئ الفيضانات ارتفاع عدد الوفيات إلى 121 حالة والمتضررين إلى 770 ألفا.
وأشارت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية، لينا الشيخ، إلى أن الوضع كان له تأثير كبير على الحياة العامة بصورة فاقت إمكانيات الدولة.
وقالت رانيا الصافي، وهي طبيبة تعمل ضمن فريق مبادرة "عشان نعبر" إن الكثير من الأمراض مثل الإسهالات المائية والملاريات بدأت في الظهور بشكل مقلق للغاية في المناطق المتضررة وذلك نتيجة لتراكم المياه وتوالد الناموس وتلوث مياه الشرب.
ولفتت الصافي إلى وجود صعوبات كبيرة في الوصول إلى المتضررين بسبب انقطاع الطرق في بعض المناطق، إضافة إلى نقص الأدوية والمعينات الطبية واللوجستية، مما قد يؤدي إلى وضع صحي كارثي خصوصا في أوساط الأطفال وكبار السن.
ورغم إعلان لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية استمرار انخفاض مناسيب النيل في معظم الأحباس، لكنها لفتت إلى أن قطاع الخرطوم- شندي لا يزال في أعلى مستوياته.
ويعيش عشرات الالاف من سكان ولايات السودان المختلفة أوضاعا مأساوية بعد أن فقدوا المأوى وتقطعت بهم السبل من جراء الفيضانات التي اعتبرت الأكبر منذ أكثر من 100 عام.
وفي بعض المناطق قطعت الفيضانات الطرق، التي تربطها بالأسواق ومناطق الإنتاج الرئيسية مما تسبب في ندرة خطيرة في الإمدادات والخدمات الأساسية، وأدى إلى صعوبات كبيرة في الحصول على السلع الأساسية وخصوصا الخبز.
وتسعى الحكومات المحلية ومنظمات المجتمع المدني لبذل كل ما يمكن من أجل الحد من الأضرار وتقديم المأوى للذين فقدوا مساكنهم.