الصادق خيرالله من سكان ولاية سنار الأكثر تضررا بموجة الفيضانات الحالية التي اجتاحت معظم مناطق السودان، ومصدر رزقه الوحيد هو "التكتك"، المعروف محليا بـ "الركشة"، لكنه قرر المشاركة في مبادرة الترحيل المجاني للطلاب الجالسين لامتحانات الشهادة السودانية المؤهلة لدخول الجامعة والتي انطلقت الأحد، مضحيا بقوت أسرته من أجل تأمين مستقبل طلابا لا يعرفهم ولا يمتون له بصلة. 

وخيرالله هو واحدا من مئات السودانيين الذين شاركوا في هذه المبادرة التي أطلقها عدد من الناشطين في بادرة إنسانية وتكافلية نادرة.

وامتلأت وسائط التواصل الاجتماعي في السودان بإعلانات تحمل أرقام هواتف أصحاب سيارات وحتى وسائل بسيطة كالركشة لنقل الطلاب مجانا إلى مراكز الامتحانات التي يجلس لها أكثر من 541 ألف طالب وطالبة في ظروف بالغة التعقيد، بسبب الآثار الكارثية التي نجمت عن موجة الفيضانات العارمة اجتاحت معظم مناطق البلاد، وأدت إلى مقتل 106 أشخاص وتدمير نحو 100 ألف منزل كليا أو جزئيا وتشريد أكثر من 600 ألف شخص.

وعلى عكس خيرالله يقول أحمد، الذي خصص سيارته الخاصة لنقل ما يستطيع من طلاب إلى مراكز امتحاناتهم في مختلف مناطق الخرطوم، إنه أراد أن يعبر بخطوته هذه عن الظروف السيئة التي بات يعيشها الإنسان السوداني للدرجة التي يمكن أن يضيع معها مستقبل الآلاف من الطلاب بسبب صعوبة المواصلات وتحطم البنية التحتية في الوقت الذي يستمر فيه الصرف البذخي على عشرات الآلاف من السيارات الحكومية التي تجوب الشوارع وتستنزف مبالغ طائلة من خزينة الدولة كان يمكت توجييها لتأسيس أفضل أنظمة النقل العام.

أخبار ذات صلة

السودان.. 106 قتلى ضحايا الفيضانات
السودان.. آلاف الأسر بولاية نهر النيل يعيشون أوضاعا مأساوية

وخطفت تلك المبادرة الأنظار عن الجدل المحتدم الذي أثير حول توقيت عقد تلك الامتحانات.

وتعالت أصوات عديدة خلال الأسبوعين الماضيين مطالبة بتأجيل الامتحانات للمرة الثانية بسبب تداعيات الفيضان، بعد أن تم تأجيلها عن موعدها الأصلي في أبريل بفعل جائحة الكورونا، لكن الحكومة السودانية رأت إقامتها في موعدها الجديد متعهدة بتيسير عملية وصول الطلاب إلى مراكز الامتحانات.