بعد الجدل الذي أثاره مصير 12 طنا من الأسماك الموريتانية التي تبرعت بها السلطات الموريتانية للشعب اللبناني، طرح ناشطون تساؤلات جديدة حول مصير شحنة من الشاي السيلاني تبرعت بها سريلانكا للشعب اللبناني وللمتضررين من انفجار بيروت قبل نحو 3 أسابيع.
وتحت شعار "أين السيلاني؟" غرد الاف اللبنانيين متسائلين عن وجهة المساعدة السريلانكية إلى لبنان.
لكن المفاجأة كانت ببيان صدر عن مكتب الرئاسة اللبنانية جاء فيه أن "رئيس الجمهورية ميشال عون وجه رسالة إلى رئيس سريلانكا غاوتابايا راجاباكسا شكره فيها على إرساله هدية عبارة عن كمية من الشاي السيلاني تسلمها الجيش وسلمها إلى دوائر رئاسة الجمهورية".
وأضاف البيان: "تم توزيع الشاي على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري".
بيان أغضب الناشطين وعددا كبيرا من اللبنانيين، خصوصا وأن شحنة الشاي السيلاني تبرعت بها سريلانكا لمساعدة المتضررين جراء انفجار بيروت، ولم تكن "هدية" خاصة لرئيس الجمهورية ولواء الحرس الجمهوري في قصر بعبدا الرئاسي.
وقال ناشطون إن بيان الرئاسة غير دقيق ويناقض بيانا آخر من عون يتحدث فيه عن شحنة الشاي ووجهتها.
وصلت شحنة الشاي السيلاني الفاخر إلى لبنان في 14 أغسطس الماضي، وأرادت السلطات السريلانكية تقديمها كمساعدة رمزية تحية للشعب اللبناني، وتأكيدا على دعم المتضررين في انفجار المرفأ الهائل.
وفي 24 أغسطس الماضي زارت سفيرة سريلانكا في لبنان الرئيس اللبناني الذي شكرها على تقديم بلادها الشاي السيلاني لمتضرري انفجار بيروت.
وذكر حساب الرئاسة في تغريدة أن "الرئيس عون التقى سفيرة سريلانكا في لبنان، التي نقلت إليه تعازي بلادها بضحايا انفجار مرفأ بيروت، وأعلنت أن سريلانكا قدمت 1675 كيلوغراما من الشاي السيلاني لصالح المتضررين من الانفجار، معتبرة أن مثل هذه المساعدة تعبر عن الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والسريلانكي".
هذا وأكد مدير مكتب الرئيس اللبناني لقناة محلية أن الشاي السيلاني قدم كهدية خاصة لعون الذي قام بتوزيعها على لواء الحرس الجمهوري وعائلاتهم.
واتهم ناشطون الرئاسة بالتضليل وبأن توزيع هذه المساعدة على الحرس الجمهوري بمثابة فضيحة، لأن سريلانكا قدمت الشاي بالأصل للمتضررين وليس للرئيس عون كي يتصرف بها ويوزعها على مقربين منه.
وانتشرت آلاف التغريدات حول الموضوع، معظمها تنتقد بشدة سياسة رئاسة الجمهورية والسلطة السياسية، وسط تساؤلات عن مصير بقية المساعدات والتبرعات والهبات.
وذكر بعض الإعلاميين بأن رئاسة الجمهورية أصدرت بيانها الأخير نتيجة الضغط الشعبي والإعلامي الذي سأل عن مصير شحنة الشاي.
وقال آخرون إن "البيان غير موفق خصوصا بتوصيف المساعدة السريلانكية بأنها هدية لعون"، معتبرين أنه "كان يتعين توزيعها بشفافية على المتضررين رغم رمزيتها، لكن توزيعها على دائرة الرئيس أمر يثير الغضب".
وغرد المستخدمون بشكل ساخر حول طريقة توزيع الشاي السيلاني، في ما عمد آخرون إلى مراسلة حساب السفارة السريلانكية للاحتجاج على تعاطي الرئاسة اللبنانية بشأن المساعدة السريلانكية.