اتسعت رقعة الفيضانات في السودان لتشمل 16 ولاية، من مجمل ولايات البلاد البالغة 18 ولاية، فيما ارتفع عدد الضحايا إلى 99 قتيلا، وتعرض أكثر من 100 ألف منزل لدمار كلي وشامل. وأعلنت الحكومة السودانية، مساء الجمعة، حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر معتبرة أن البلاد "منطقة كوارث طبيعية".
ووصلت إلى مطار الخرطوم شحنات تتضمن 100 طن متري من المساعدات الأممية العاجلة التي نقلتها دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب بيان صادر عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وتجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام الرقم القياسي المسجل في العام 1946، وسط توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع مع تسجيل منسوب النيل 17.58 مترا عند محطة الخرطوم.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو بثت عبر شبكة الإنترنت وصول كميات كبيرة من المياه إلى مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم.
وكشفت جولة قامت بها "سكاي نيوز عربية" في أحياء بجنوب الخرطوم عن أضرار واسعة خصوصا في منطقة "الكلاكلة" وعدد من القرى الواقعة على شريط النيل الأبيض بالقرب من منطقة جبل أولياء، إضافة إلى مناطق أخرى في شمال مدينة أم درمان.
وتتزايد المخاوف أكثر في ظل الارتفاع المتواصل في منسوب النيلين الأزرق والأبيض بفعل كثافة الأمطار في الهضبة الأثيوبية وبحيرة فكتوريا، الأمر الذي انعكس أيضا على الأوضاع في مناطق عديدة في من البلاد.
وفي ولاية سنار، أصبحت أكثر من 10 آلاف أسرة بلا مأوى وبلا مصدر رزق، حيث جرف الفيضان قرى وأحياء بالكامل، وغمر معظم الأسواق الرئيسية في مدينة سنجة والعديد من مناطق الولاية التي تبعد آخر نقطة منها بأقل من 200 كيلومتر عن خزان الروصيرص، القريب من الهضبة الأثيوبية التي تشهد معدلات غير مسبوقة من هطول الأمطار.
وتتفاقم الأوضاع أكثر مع التدهور المريع في البنى التحتية وانقطاع بعض الطرق الرئيسية ومحدودية إمكانيات الحكومات المحلية والدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والأنشطة الخدمية كالكهرباء والمراكز الصحية والأسواق ومواقع الإنتاج.
وبسبب سوء الأحوال البيئية وتوالد الناموس والحشرات، تتزايد مخاوف انتشار العديد من الأمراض خصوصا في أوساط الأطفال وكبار السن.