حددت معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل خريطة طريق نحو منطقة أكثر استقرارا وازدهارا وأمنا، واتفقت التحليلات على وصف الاتفاق بين الدولتين بالخطوة التاريخية نحو السلام.
وتشمل معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل التعاون في مجالات عدة، وقد بدأت خطوات التواصل بين البلدين تتوالى منذ الإعلان عن المعاهدة.
وبدأ وفد أميركي – إسرائيلي، يوم الاثنين، زيارة لأبوظبي التي وصلها على متن أول رحلة بين إسرائيل والإمارات.
وانطلقت الزيارة على وقع مزيد من المواقف المرحبة بمعاهدة السلام بين البلدين، والدعوات لتوسيع مسار السلام في المنطقة.
فكبير مستشاري الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جاريد كوشنر دعا إلى توسيع مسار السلام في المنطقة والعالم، مشددا على أن السلام ضروري لشعوب الشرق الأوسط.
وتابع كوشنر قائلا: "مستقبل المنطقة لا يجب أن يبقى رهينة للماضي"، داعيا الفلسطينيين إلى "العودة للحوار والقيام بخطوات تجاه السلام".
ومن جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، إنه سيتم تبادل السفراء بين الإمارات وإسرائيل، والتعاون في مجالات عدة بينها التعليم والصحة والتكنولوجيا.
وأعتبر أوبراين أن "اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل بداية مسار تاريخي للسلام"، مشيرا إلى أنه "تمّ التوصل للاتفاق بفضل شجاعة الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس دونالد ترامب".
وبدوره، قال مستشار الأمن القومي ورئيس الوفد الإسرائيلي، إلى الإمارات، مئير بن شبات، إن السلام مهم لصالح شعوب المنطقة، مشيرا إلى أن المباحثات مع الإمارات ستشمل عددا من المجالات الاقتصادية.
وتنبع أهمية معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل من أن الدولتين تعدان من أكبر القوى الاقتصادية في المنطقة، وسيؤدي التعاون بينهما إلى تحفيز النمو الاقتصادي والتكنولوجي فيها.
كذلك تضمن المعاهدة توقيع الطرفين على اتفاقيات تؤسس لعلاقات ثنائية في مجالات الاقتصاد والطاقة، بالإضافة إلى اتفاقيات في مجالات الاستثمار والاتصالات التكنولوجية والبيئة والثقافة.
ووفقا لبنود المعاهدة، سيتم تبادل السفارات بين البلدين وتطوير مشاريع المنفعة المتبادلة لتغيير المنطقة ككل من خلال إطلاق مشاريع التحفيز الاقتصادي وتعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي.
كما تفتح المعاهدة الجديدة وفقا للراعي الأميركي الباب أمام مدّ مزيد من جسور التواصل والتعاون الإيجابي البناء بين دول المنطقة وإسرائيل.
وفي المرحلة الراهنة، ستلعب المعاهدة دورا كبيرا في تعزيز التعاون في مجال الصحة والصناعات الدوائية وعلى رأس الأولويات، تطوير لقاح لكورونا.
ومن الآثار الإيجابية المترتبة على المعاهدة، تعزيز السلام والأمن في المنطقة من خلال إيقاف عمليات الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، وفتح الأبواب من جديد أمام إمكانية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم.
وفي المجمل، تمثل المعاهدة صفحة جديدة في العلاقات الدولية وإنجازا للدبلوماسية وسياسة الحوار وفرصة للسلام في منطقة مزقتها الصراعات والحروب لعقود طويلة.
وتعليقا على الزيارة الإسرائيلية للإمارات، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ"سكاي نيوز عربية"، إنها تمثل تحولا هيكليا في النظام الإقليمي والدولي ككل.
وأوضح فهمي أن المعاهدة بين الإمارات وإسرائيل ستركز على مجالات عديدة أبرزها الجانب الاقتصادي، هذا بالإضافة إلى الملف الفلسطيني، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتهديدات المرتبطة بالطرفين.
وشدّد فهمي على أن المعاهدة بين البلدين تحوّل استراتيجي نحو السلام الشامل والاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن الإسرائيليين يجمعون عليها أيضا.