وكأن الزمن عائد إلى الوراء 30 عاما، يوم الخميس، في منطقة خلدة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في مشهد يذكر بالحرب الأهلية.

وبدأ النزاع بين سكان المنطقة من العشائر وأنصار ميليشيات حزب الله، على خلفية محاولة هؤلاء وضع لافتات في المنطقة عنوة.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشار مسلحين في أرجاء المنطقة وهم يتبادلون إطلاق النيران الكثيفة، فيما بدا أن الدولة غائبة تماما عما يجري، قبل أن يتدخل الجيش.

ولم يتوقف الأمر عند إطلاق النار من بنادق آلية، بل استخدمت أسلحة متوسطة وثقيلة والقذائف الصاروخية.

 وفي وقت لاحق، تطورت الاشتباكات إلى حد إضرام النيران في عدد من الممتلكات في المنطقة.

وبدأت الاشتباكات عصر الخميس وظلت حتى ساعات الليل.

 واندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 واستمرت حتى عام 1990، وأوقعت أكثر من 150 ألف قتيل.

وكان مشهد انتشار المسلحين في الشوارع والنواصي عاديا جدا، قبل أن يشرعوا في إطلاق النار في شتى الاتجاهات، بعد أن غرقت البلاد في الميليشيات التي تقاسمت النفوذ والمناطق.

 بيان الجيش اللبناني

وقال الجيش اللبناني في بيان "إن نزاعا اندلع في خلدة قرب سوبر ماركت رمال، وما لبث أن تطور إلى إطلاق نار من أسلحة رشاشة وقذائف آر بي جي ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى".

وأشار إلى أن وحدات الجيش الموجودة في المنطقة تدخلت لضبط الوضع، وإعادة الهدوء كما تمّ اتخاذ إجراءات امنية مكثفة واستقدام تعزيزات عسكرية وتسيير دوريات.

‏وعلى خلفية الاشتباكات، أوقف الجيش أربعة أشخاص، مشيرا إلى ملاحقة بقية المتورطين في الإشكال لتوقيفهم.

وانتقل التوتر إلى مناطق أخرى حيث قطع عدد من المواطنين الطرقات اعتراضا على ما يجري، وخاصة في منطقة بعلبك.

تنديد بخطوة حزب الله

وذكرت العشائر في بيان أن "مناطقها لن تكون مرتعا لتوجيه رسائلكم السياسية (حزب الله) ونحملكم مسؤولية كل قطرة دم واحدة تسقط من العشائر".

وأصدر تيار المستقبل بيانا ندد بما حصل في خالدة، ودعا العشائر هناك وكل المناطق اللبنانية، الاستجابة لتوجيهات زعيم التيار، سعد الحريري، القاضية بالتزام أقصى درجات ضبط النفس، والعمل على تهدئة الأمور.

وبحسب متابعين، فإن الاشتباكات الأمنية التي تحصل قد تكون مقصودة لإبعاد الأنظار عن تحقيقات انفجار مرفا بيروت، أو للضغط على القوى السياسية لتشكيل حكومة بشروط معينة.

أخبار ذات صلة

20 يوما على مأساة بيروت.. التحقيقات تأخرت و"الكبار آمنون"