يعود أكثر من مليوني تلميذا و طالبا إلى مقاعد الدراسة في تونس خلال سبتمبر المقبل، رغم المخاوف من مخاطر موجة ثانية لفيروس كورونا اتخذت من أجلها السلطات إجراءات وقائية خاصة.
ووقعت، الخميس، سبع وزارات ميثاقا صحيا خاصا بالعودة المدرسية و الجامعية المقررة انطلاقا من الخامس عشر من سبتمبر القادم.
و يقضي الميثاق بأن تلتزم المؤسسات التابعة لوزارات التربية والتعليم العالي والمرأة والشؤون الدينية والشؤون الإجتماعية والتكوين المهني والتشغيل والصحة بالتقيد بإجراءات التوقي من إنتشار عدوى كورونا، ومنها ارتداء الكمامات بصفة إجبارية للتلاميذ والطلبة فوق سن 12 عاما في المدارس والجامعات ووسائل النقل، وتطهير فضاءات التعلم يوميا و فرض التباعد الإجتماعي بين المربين و التلاميذ.
إجراءات قد يبدو الإلتزام بها صعب خاصة وأن مليوني تلميذ و200 ألف مربي سيلتحقون بمقاعد الدراسة في أيلول المقبل؛ ويرتاد الآلاف منهم وسائل النقل العمومية ما يطرح مخاوف حقيقية لدى الأسر التونسية.
في غضون ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال إلياس الفخفاخ في تصريحات صحفية إن تونس دخلت مرحلة التعايش مع الوباء مع ضرورة إتباع التدابير الوقائية .
أمر أكده مدير عام الصحة بوزارة الصحة طاهر قرقاح في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" حيث اعتبر أن تونس مطالبة اليوم بتعايش ذكي وواعي مع الوباء.
و أوضح القرقاح أن المعطيات الموجودة حاليا في العالم تشير إلى أن "الفيروس سيعيش معنا لسنوات ولعدة اعتبارات إقتصادية وإجتماعية ونفسية لا يمكن مواصلة فرض الحجر الإجباري و غلق الحدود".
وأضاف القرقاح أن تونس نجحت في المرحلة الأولى من مواجهة فيروس كورونا وتعمل حاليا على الخروج من المرحلة الثانية بأخف الأضرار.
ولم يخف قرقاح أن وزارة الصحة تسجل تخوفات لدى الأسرة التونسية من عودة أبنائها إلى مقاعد الدراسة في ظل تواصل العدوى بالفيروس التاجي موضحا أنهم ساعون لاستيعاب هذه المخاوف عبر التوجيه والتأطير النفسي.
وقال مدير عام الصحة إن الإجراءات المتخذة من السلطات كفيلة بحماية التلاميذ و الفريق التعليمي.
و بخصوص عدم فرض الكمامات على الأطفال دون عمر 12 سنة أوضح قرقاح أن هذه الشريحة أقل عرضة للإصابة بالفيروس و نقل العدوى، مؤكدا أن إدارة الطب المدرسي والجامعي ستتابع كل المدارس والجامعات بشكل دوري و ستتدخل كل ما سجلت خطرا.
في سياق ذلك أوضح مدير عام الصحة أن المناطق التي تسجل ارتفاعا في حالات الإصابة بكوفيد 19في الحامة و الكاف و بن عروس باتت تحت السيطرة و من المتوقع أن تفتح الأحياء المغلقة خلال أسبوع.
وأوضح أنهم قد يؤجلون العودة للمدارس في أي منطقة تشهد ارتفاعا في عدد المصابين.
هذا وقد وسجلت تونس منذ بداية ظهور الفيروس في البلاد في مارس الماضي 72 حالة وفاة بمعدل أعمار في حدود 69 سنة وفق معطيات كشفت عنها رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة و المستجدة نصاف بن علية التي أوضحت أن أغلب حالات الوفيات متصلة بأمراض السمنة و السكري و القلب و الفشل الكلوي و الأمراض التنفسية.
كما سجلت تونس حتى يوم الأربعاء 3070 إصابة بفيروس كورونا و هي أرقام تعتبر منخفضة مقارنة ببلدان المغرب العربي.
يذكر أن تونس بادرت بفرض الحجر الصحي الإجباري و تعطيل المؤسسات التعليمية وعدد من القطاعات فضلا عن غلق الحدود رغم الخسائر الإقتصادية للسيطرة على تفشي الفيروس، غير أن قرار فتح الحدود و إستقبال الوافدين منذ 27 من يونيو الماضي ساهم في إنتشار الفيروس من جديد وتسجيل أكثر من 1800 مائة إصابة.
في سياق ذلك أقرت السلطات التونسية لمواجهة الوباء عقوبات رادعة لمن يخالف بروتوكول ارتداء الكمامات في الفضاءات العامة تتعلق بغرامات مالية و تصل حد عقوبة السجن وفق ما أعلنه وزير الصحة حبيب كشو .