اندلعت، يوم الخميس، اشتباكات عنيفة في مدينة كسلا بشرق السودان على خلفية توتر بين قبيلتي البجا والبني عامر، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل بينهم أحد قيادات المزارعين بالمدينة، إضافة إلى إصابة عدد كبير من السكان.
وقال شاهد عيان لـ"سكاي نيوز عربية" إنه وبالتزامن مع تلك الاشتباكات جرت أعمال نهب وحرق واسعة طالت أجزاء كبيرة من السوق الرئيسي بالمدينةK مما أدى إلى خسائر مادية ضخمة.
وأكد محمد حسن أحيمر القيادي في قوى الحرية والتغيير في المنطقة أن ناظر الهدندزة محمد الأمين ترك نجا من محاولة اغتيال نفذتها مجموعة قبلية مسلحة. واعتبر أحيمر أن ما يجري في كسلا حاليا خطير للغاية ويحتاج إلى تدخل سريع من قبل السلطة المركزية.
وترفض مجموعات سكانية بكسلا تعيين الوالي المدني الجديد الذي ينتمي إلى قبيلة البني عامر التي تمتد جذورها من شرق السودان وحتى مناطق داخل الحدود الاريترية.
ولا تنفصل الأحداث الحالية التي تشهدها مدينة كسلا عن أحداث وصراعات قبلية مركبة في العديد من مناطق السودان الأخرى. واندلعت الشهر الماضي أحداث مشابهة في مدينة بورتسودان وإقليم دارفور راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين، وتواصلت الأحداث خلال الأسبوعين الماضيين لتشمل مناطق في جنوب كردفان وشرق السودان.
وورثت الحكومة الانتقالية التي تسلمت السلطة في أعقاب الإطاحة بنظام المعزول عمر البشير في أبريل 2019، مشكلات تأريخية أزمت واقع الحياة في معظم مناطق السودان، وعلى رأسها النزاعات القبلية التي أججها النظام السابق وتأزمت أكثر نتاج هجرات بشرية كبيرة في الداخل السوداني نتج عنها صراع حول الأرض.
ووفقا لمسؤولين سودانيين فإن سياسات النظام البائد في الحكم والإدارة أسهمت في زرع بذور الفتنة بين مختلف المكونات السودانية، وأشاروا إلى أسباب أخرى متعلقة بإنهيار مؤسسات الدولة الخدمية للمواطنين، مما خلق نوعا من الروح التنافسية في الحصول على الخدمات الاساسية.
وأوجد هذا الوضع أرضية لاصحاب الاجندة السالبة لاستخدامه في إثارة التوترات، إضافة إلى شعور عام بالاحباط وسط المواطنين في الولايات نتيجة لتوقعاتهم العالية من الثورة.