بسرعة وبشكل واضح، انتشرت نار انتفاضة الزاوية بسرعة في هشيم سلطة حكومة الوفاق، فعمت التظاهرات مصراته، ثم العاصمة طرابلس، في ثورة غضب لا تخطئها الأعين.
وفي حين ينأى المتظاهرون بأنفسهم عن أي توجه سياسي أو تبعية لأحد أطراف الصراع، فقد أكدوا في بيان توضيحي أن دواعي الانتفاضة حقوقية، لكنها تضع في أعلى قائمة مطالبها وأهدافها الحفاظ على وحدة التراب الليبي، وإخراج المرتزقة من بلادهم، وانتزاع حقوق شباب ليبيا وتفعيل القانون، وانهاء حكم وسيطرة المليشيات، ورفض التدخل الخارجي.
كما شدد شباب الحراك، تحت مسمى "همة شباب"، على أن الانتفاضة اندلعت بسبب سوء الأوضاع المعيشية ،من نقص السيولة في المصارف، وانقطاع الكهرباء والمياه، ونقص الوقود، وتأخر صرف الرواتب، وسوء الأوضاع الأمنية.
كل ذلك بالإضافة إلى صراع الميليشيات وأجنحة سلطات حكومة الوفاق في مدن غرب ليبيا.
والأحد، رصدت صور وتقارير عدة مشاهد الغضب المستعر في الغرب الليبي، حيث خرجت تظاهرات في مناطق عدة تقع تحت سيطرة حكومة فايز السراج، لا سيما في العاصمة طرابلس، لترد الميليشيات المسيطرة على المدينة، بإطلاق النار على المحتجين، الذين طالبوا برحيل السراج.
وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق النار على متظاهرين في العاصمة الليبية.
كما نظم المحتجون مسيرة إلى مقر حكومة الوفاق للتعبير عن غضبهم مما وصفوه بأنه "موت بطيء" بسبب تردي الخدمات العامة والفساد والضغوط الاقتصادية قبل أن يتوجهوا إلى ساحة الشهداء في وسط طرابلس، حيث جرى تفريقهم بإطلاق النار.
وجرى إغلاق المنطقة في وقت لاحق وسط وجود أمني مكثف. وألقت "وزارة الداخلية" بمسؤولية العنف ضد المحتجين السلميين، على من وصفته بأنهم "دخلاء" وقالت إنها تحقق في الأمر.
ووثقت صور نشرت على شبكات التواصل سقوط إصابات عدة دون أن يعرف عددها.
بينما ذكر شهود عيان أن متظاهرين حطموا مركبات تابعة لميليشيات مسلحة في طرابلس، وبينت لقطات النيران وقد أتت على بعض الممتلكات في شوارع العاصمة.
واعتبر مغردون أن إطلاق النار على المتظاهرين في ميدان الشهداء وسط طرابلس يقضي على "ادعاءات الدولة المدنية والحريات في ظل حكومة الوفاق".
ولم تكن العاصمة وحدها معقلا لغضب احتبس طويلا في الصدور، فقي مدينة مصراتة، شرق طرابلس، خرجت مظاهرة حاشدة منددة بحكومة فايز السراج، رفع المشاركون فيها لافتات كتب عليها "فبراير لن تصمت أيها اللصوص"، و"لا ماء"، وطالبوا بمحاسبة الفاسدين في حكومة السراج.
وفي مدينة الزاوية، استمرت التظاهرات الحاشدة وطالب المشاركون فيها بتوفير الماء والرواتب المقطوعة منذ أشهر.
وتشهد هذه المدينة احتجاجات منذ ثلاثة أيام بعد تردي الأوضاع المعيشية، وهتفوا ضد وزير الداخلية في حكومة السراج، فتحي باشاغا، الذي أطلقت ميليشياته النار عليهم.
وامتدت الاحتجاجات في مدينة صبراتة، القريبة من الزاوية، احتجاجات على الأسباب ذاتها، وتضامنا مع شباب مدينة الزاوية الذين تعرضوا لنيران الميليشيات.