تسابق مصر الزمن من أجل دراسة وتطوير لقاح "آمن وفعال" في مواجهة فيروس كورونا المستجد، حيث أعلن مسؤول بوزارة الصحة أن القاهرة تشترك مع عدد من دول العالم في تطوير لقاح ضد الفيروس، سيكون متوفرا بنهاية عام 2020، مؤكدا أن بلاده تتابع بقوة جميع الدراسات الخاصة بإنتاج اللقاحات على مستوى العالم.

كما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي المصرية الدكتور حسام عبد الغفار في الوقت ذاته أن نتائج تجارب المركز القومي للبحوث لتطوير لقاح مصري "مبشرة"، مشيرا إلى انتهاء التجارب على 4 حيوانات، ويجري إعداد الملف القانوني اللازم للبدء في تجارب إكلينكية على البشر، وتقديمه لهيئة الدواء المصرية.

مرحلة التجارب السريرية

وقال الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا التابعة لوزارة الصحة والسكان في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية" إن مصر بالاشتراك مع عدة دول تجري تجارب سريرية للقاح على متطوعين، ودخلت المرحلة الثالثة (ما قبل الإنتاج)".

ونبه إلى أن الدراسات حول تلك التجارب ستكون جاهزة للنشر خلال شهر أو شهرين، للتأكد من أن اللقاح فعال وآمن، مضيفا "قد يثبت اللقاح في البداية أنه فعال، لكن الأهم هل سيكون آمنا للجميع، وهل هناك احتياطات لاستخدامه بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكر والضغط".

ومع جهود مصر في إنتاج لقاح بمشاركة دول أخرى، حرص حسني على التأكيد على أن بلاده في حال التوصل عالميا للقاح آمن ستقوم بتوفيره محليا لجميع المواطنين.

لا دليل علمي على موجة ثانية

وبشأن إمكانية تعرض مصر لموجة ثانية من "كورونا"، شدد حسني على أنه "لا يوجد دليل علمي على حدوث موجة ثانية من الفيروس حتى الآن".

واستدرك: "لكن ينبغي بشكل عام الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية، ونشر الوعي والحذر".

وأردف: "يجب استكمال سيطرتنا على الوباء، واستمرار الالتزام بالإجراءات الإحترازية، وحصول الحالات المشتبه بإصابتها على الرعاية الطبية الكاملة، مع التأكيد على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين الحدود، ومنع دخول أي مصاب بكورونا".

أخبار ذات صلة

مصر تعيد صلاة الجمعة جزئيا وتفرض فحص كورونا على القادمين
مصر.. إصابات كورونا "تعاود الارتفاع"
اشتراط "بي سي آر" أهمية قصوى

وفي هذا الصدد، أكد حسني أن اشتراط مصر إجراء الأجانب تحليل "بي سي آر" قبل قدومهم للبلاد يمثل "أهمية قصوى" في هذا التوقيت لمنع انتشار المرض.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قد أصدر مؤخرا قرارا يحظر دخول جميع القادمين إلى جمهورية مصر العربية سواء برا أو بحرا أو جوا دون أن يكون القادم مصحوبا بما يفيد إجراء تحليل "بي سي آر" للكشف عن فيروس كورونا بنتيجة سلبي قبل 72 ساعة على الأكثر من الوصول إلى الأراضي المصرية.

وإذ أشار إلى أن مصر تعيش مرحلة السيطرة على كورونا، شدد حسني على أن المواطنين إذا فقدوا الحذر في مواجهة الفيروس، سنفقد السيطرة عليه، مردفا: "الفيروس يقل في انتشاره وحدته، لكنه لا يزال موجودا".

ووجه المسؤول بوزارة الصحة المصرية، رسالة للمواطنين، قائلا :"إذا أردت أن تعيش حياة طبيعية عليك أن تواصل إجراءاتك الاحترازية والوقائية الكاملة.. وإذا أردت العودة للحظر أفقد حذرك".

يشار إلى أن الوزارة قد أعلنت الأربعاء، خروج 991 متعافى من فيروس كورونا من المستشفيات؛ ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 62553 حالة حتى اليوم.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم تسجيل 161 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، لافتا إلى وفاة 13 حالة جديدة.

وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بكورونا حتى الأربعاء، هو 96914 حالة من ضمنهم 62553 حالة تم شفاؤهم، و5197 حالة وفاة.

نتائج مبشرة للقاح مصري

وبالتوازي مع ما أعلنه رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، تحدث عبد الغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي لـ"سكاي نيوز عربية" عن انتهاء "المركز القومي للبحوث" من الدراسات ما قبل الإكلينيكية الخاصة بتجربة لقاح لمواجهة كورونا على 4 حيوانات، وأظهرت الدراسات نتائج مبشرة.

وأضاف: "تم الانتهاء من التسجيل القانوني للموافقة على البدء في التجارب الاكلينكية على البشر، وتقديمه لهيئة الدواء المصرية".

وأكد عبد الغفار أن " اللقاح سيتم تجريبه على عدد كبير من الناس للتأكد من أنه فعال وآمن".

ونبه إلى أن هناك تواصل وتنسيق مع الدول والمؤسسات التي أعلنت عن إنتاج لقاحات آمنة في العالم، بحيث يتم تأمين حصة مصر اللازمة في حال ثبت نجاحه في أي دولة.

وقدر عبد الغفار أن جميع دول العالم قد تتعرض لموجة تانية من كورونا، والدولة تستعد للأسوأ ونأمل في الأفضل، مع اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية اللازمة، بينها التزام التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة وغيرها.

وكانت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج الصحية بمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، قد أعلنت أنه لا يوجد حتى الآن أي لقاح قد استوفى شروط منظمة الصحة العالمية للوقاية من مرض "كوفيد 19".

وقالت الحجة، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء حول مستجدات الوضع الإقليمي لجائحة "كوفيد 19"، إن هناك جهودا هائلة تبذل في جميع أنحاء العالم لتطوير لقاح فعال وآمن، وتتعاون المنظمة مع الشركات والجهات الراعية، وهناك 29 لقاحا في مرحلة التجارب السريرية و138 لقاحا في مرحلة التقييم قبل السريرية، وهناك 9 لقاحات مرشحة أظهرت نتائج واعدة، وتمر بالفعل بتجارب المرحلة الثانية أو الثالثة".

وأضافت: "إننا وصلنا في الآونة الأخيرة إلى مرحلة قاسية أخرى على الصعيد العالمي، حيث أُبلغ عن أكثر من 21 مليون حالة إصابة بهذا المرض، وأوشكنا في إقليم شرق المتوسط على بلوغ مليوني حالة إصابة، ولكن لم يفت الأوان بعد للتغلب على الجائحة، ولدينا أمل كبير في اكتشاف لقاح فعال لمرض كوفيد 19".