في طريقه للإدلاء بصوته بانتخابات مجلس الشيوخ بمصر، الأربعاء، ارتدى محمد مجدي قفاز للوجه وحرص على اصطحاب مطهر طبي لاستخدامه داخل اللجنة الانتخابية القريبة من منزله بمدينة 6 أكتوبر، ليكتشف اهتمام من الحكومة المصرية، بتواجد أطقم طبية لتنفيذ الإجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا المستجد.

وكانت وزارة الصحة والسكان المصرية، قد أعلنت عن خطة للتأمين الطبي لجميع المقار الانتخابية بأنحاء مصر، لضمان سير العملية بشكل مؤمن من خلال وجود فرق طبية لتقديم الخدمات الصحية للناخبين وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية ضمن خطة الدولة لمواجهة "كوفيد-19".

ومع انتهاء العملية الانتخابية الأربعاء، أعلنت الوزارة عن رصد عدد بسيط من الحالات المرضية، وتم التعامل الفوري معهم للاطمئنان على صحتهم، بينما كشفت محافظة البحيرة عن الاشتباه في إصابة 3 مواطنين بفيروس كورونا، وعلى الفور تم إبلاغهم بعدم إمكانية دخولهم إلى اللجان الانتخابية والتوجه إلى أقرب مستشفى.

ويقول مجدي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه فوجئ بوجود مندوب عن وزارة الصحة عند بوابة الدخول إلى اللجنة الانتخابية، والتأكد من اتباع الحضور لقواعد التباعد الاجتماعي بوضع مسافة لا تقل عن متر  بين كل ناخب، وعدم السماح بأية مخالفات.

ويعود مجلس الشيوخ بعد 6 سنوات من إلغائه، الذي يملك صلاحيات محددة من بينها دراسة واقتراح ما يراه كفيلا بتوسيد دعائم الديمقراطية ودعم السلام الاجتماعي والمقومات الأساسية للمجتمع، فضلا عن الأخذ برأيه في مشروعات القوانين المكملة للدستور التي تحال إليه من رئيس الجمهورية ومجلس النواب.

بالكامامت والقفازات.. مصر استقبلت الانتخابات

وأمام إحدى اللجان الانتخابية في مدينة 6 أكتوبر، وقفت أمل محمد من إدارة الطب الوقائي التابعة لوزارة الصحة، تجري حديثا سريعا مع الوافدين على المكان، وتدون ملاحظات في دفتر صغير، قبل أن يدخل الناخب إلى اللجنة.

ووضحت أمل لـ"سكاي نيوز عربية" تلك الإجراءات قائلة: "أسأل الناخب عن حالته الصحية، هل يشتكي من ارتفاع في درجة الحرارة؟ هل يشعر بالإعياء؟ وعن مخالطته لحالات مصابة بفيروس كورونا المستجد في الفترة الأخيرة".

وتتأكد السيدة الثلاثينية التي ترتدي "المعطف الأبيض"، من ارتداء الجميع لقناع الوجه، ومن تنظيم طابور الناخبين بصورة جيدة وبمسافات مناسبة، كما تُشير لسكاي نيوز عربية، إلى أنها تمر بصورة دورية على الجميع للاطمئنان على سير العملية الانتخابية بالإجراءات المطلوبة صحيا.

وداخل اللجنة الانتخابية، وفرت وزارة الصحة بالتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات بمصر، مطهرا لاستخدامه من قِبل الناخبين في حالة الحاجة إليه، مع الحرص على عدم ازدحام المكان، فيما شددت "الصحة" على تطهير أسطح اللجان ومكوناتها كصناديق الاقتراع والقاعات والأبواب والنوافذ، كل ساعة، لضمان وقايتها من الفيروسات.

أخبار ذات صلة

مصر.. انتهاء تصويت المصريين في انتخابات مجلس الشيوخ
بالصور.. السيسي يدلي بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ

وفي حالة الاشتباه بإصابة أي ناخب بـكورونا، تلتزم أمل بمنعه من دخول اللجنة الانتخابية، حيث تقول لموقع سكاي نيوز عربية: " لا يمكن السماح له بالإدلاء بصوته في تلك الحالة، ويتم إبلاغه بضرورة عزل نفسه في البيت فورا".

وتضيف: "كما يوجد سيارات إسعاف متوفرة لنقل المصابين إلى أقرب مستشفى عزل، عندما يبدو المصاب في وضع طبي يستدعي ذلك وظهور عدد كبير من الأعراض عليه".

ونشرت وزارة الصحة المصرية ضمن خطتها التأمينية لانتخابات مجلس الشيوخ، عددا كبيرا من سيارات الإسعاف المجهزة أمام اللجان الانتخابية بكافة المحافظات، للتعامل السريع مع أية حالات طارئة.

وبجانب جهود الدولة المصرية، تعددت المبادرات التوعوية التي دعت الناخبين إلى التزام الإجراءات الوقائية حرصا على سلامتهم، من بينها مبادرة "أنتي الأهم" التي تواجد أفرادها في عدد من اللجان الانتخابية بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وفق الدكتور عمرو حسن، مؤسس المبادرة، ومقرر المجلس القومي للسكان السابق.

وقال حسن في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إن مجموعات من المبادرة تواجدوا  على مدار يومين في عدد من اللجان الانتخابية بمناطق المنيل والرحاب ومصر الجديدة والمعادي، لتنظيم الطوابير وتوعية الناخبين.

ويضيف مقرر المجلس القومي للسكان السابق، أنهم قاموا بتوزيع أكثر من 5 آلاف كمامة طبية وزجاجات معقم على الناخبين لضمان سلامتهم خلال الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشيوخ.

والتزمت نسبة كبيرة من الناخبين بالحضور إلى اللجان، مع الحرص على إجراءات الوقاية، غير أن البعض لم يكترث بذلك، كما ينوه حسن، لكنهم تجاوبوا سريعا مع النصائح المقدمة لهم من أفراد المبادرة، فضلا عن تعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات.

وستُعلن خلال أيام نتائج الانتخابات، وفي حالة وجود جولات إعادة في سبتمبر المقبل، يشير مجدي إلى أن الناخبين سيهتمون بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا المستجد بشكل أكبر، خلال توجههم للجان الانتخابية.