قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن قطر تلعبُ دورا بالغ الخطورة في قطاع غزة من خلال الدعم المالي لحركة حماس، مشيرة إلى أن الدوحة قد تكون سببا في تأجيج نزاع آخر بين الحركة وإسرائيل، مستقبلا.

وأورد المصدر أن قطر ظلت تقدم الأموال لحماس، لكن هذا الدعم الذي أدى دور المهدئات، لا يعالج الوضع، بل يجعله معرضا لاضطرابات كبرى.

وأوردت "هآرتس"، أن ما يبدو في الوقت الحالي هو أن قطر توقفت عن تقديم الدعم السخي لحركة حماس، فأقدمت على "شد الحزام" حين أضحت الحاجة ماسة إلى تلك الأموال.

وكشفت الصحيفة أن مدير المخابرات الإسرائيلية "الموساد" أجرى زيارة سرية لقطر، في فبراير الماضي، حتى يقنع القطريين بمواصلة دعم حركة حماس، لأن التوقف عن الإمداد بالنقد، قد يؤدي إلى تصعيد على الحدود مع إسرائيل.

ويوم الأحد، قصف الجيش الإسرائيلي برج مراقبة تابعا لحركة حماس على مقربة من السياج الحدودي، وجاء التحرك العسكري بعد إلقاء بالونات حارقة من الجانب الفلسطيني صوب إسرائيل.

ومساء الاثنين، قامت إسرائيل بإغلاق الحدود مع قطاع غزة، في رد على ما وصفته بـ"الاستفزاز".

ووجه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تحذيرا شديد اللهجة، قائلا إن كل من يختبر إسرائيل سيتم الرد عليه بضربة قوية، لكن حركة حماس ردت بإطلاق 8 صواريخ تجريبية صوب البحر، يوم الاثنين، في رد صريح على غانتس، بحسب الصحيفة.

وأوردت الصحيفة أن حماس تعاني ضغطا مزدوجا، أي من قبل إسرائيل وقطر في الآن نفسه، نظرا إلى تراجع الدعم المالي من الدوحة، وإصرار وزير الدفاع الإسرائيلي على ربط أي تخفيف للقيود على غزة بإطلاق سراح أسرى إسرائيليين.

أخبار ذات صلة

صحف إسرائيلية: رئيس الموساد زار قطر سرا
بعد رشقه بالحجارة.. صفعة فلسطينية أخرى لسفير قطر
في سيارة السفير القطري.. ملايين الدولارات لحماس عبر إسرائيل
نتانياهو: المال القطري ضروري لإبقاء الانقسام الفلسطيني

 لكن حماس لن تقبل بهذا الأمر على الأرجح، بحسب "هآرتس"، لأنها تنوي الدخول في عملية تبادل أسرى مستقبلية، لأن هذا الأمر كفيل بأن يحقق قدرا من الشعبية للحركة.

وتم تأخير المساعدة المالية القطرية لقطاع غزة، في هذا الشهر، علما بأن هذا الدعم الذي بدأ في 2018، ينتهي في سبتمبر المقبل، وسط غياب للمؤشرات بشأن تجديده مرة أخرى لستة أشهر.

وقدمت قطر لحماس أكثر من مليار دولار منذ سنة 2012، لكن هذا الدعم لم يعد يلوح في الأفق، خلال الوقت الرهان.

وفي حال غاب الدعم القطري، فإن حركة حماس ستلجأ مجددا إلى خيار التصعيد مع الجانب الإسرائيلي، وهو ما يكشف أن أموال الدوحة كانت بمثابة مهدئات لحركة سياسية، ولم تقدم حلا للمعضلة.

وإذا كانت قطر تقدم هذه الأموال، فهي لا تفعل ذلك من منطلق إنساني لأجل مساعدة سكان غزة، بل بهدف مساعدة حركة حماس وقادتها المحسوبين على تنظيم الإخوان، فضلا عن إيجاد موطئ نفوذ إقليمي للدوحة.

وتسعى قطر أيضا إلى كسب نقاط في الملعب الأميركي، من خلال تقديم دعم مالي إلى غزة، حتى تظل الحدود مع إسرائيل آمنة وبدون تصعيد.