أظهرت بيانات الاستقالة المبكرة لأربع وزراء في حكومة حسان دياب، محاولة نفض الأيدي من أي مسؤولية عن أداء الحكومة التي كانوا جزءا منها.

وبدأت الاستقالات في حكومة حسان دياب قبل كارثة مرفأ بيروت، مع تخلي وزير الخارجية، ناصيف حتي، عن منصبه، بسبب ما قال إنه غياب الإرادة الحقيقية للإصلاح.

لكن الانفجار المزلزل الذي وقع، الثلاثاء الماضي، في مرفأ بيروت، كان القشة التي قسمت ظهر حكومة دياب، فانفرط عقدها.

وخلت بيانات الاستقالة من الحكومة، من أي تحمل للمسؤولية، وخاصة في كارثة مرفأ بيروت، التي خلفت 158 قتيلا و6 آلاف مصاب، كما تسببت في دمار أحياء كاملة في العاصمة اللبنانية.

واستبقت خطوة الاستقالة جلسة البرلمان التي كان يعتزم النواب فيها إسقاط الحكومة.

أخبار ذات صلة

"ليست كافية".. كيف استقبلت شوارع بيروت استقالة الحكومة؟
لبنان.. جنبلاط يدعو لحكومة "محايدة" تشرف على انتخابات مبكرة
لبنان.. حكومة حسان دياب تقرر الاستقالة
وزيرة ونائب وعضو مجلس بيروت.. "استقالات المرفأ" مستمرة

"الإصلاح بعيد"

وقالت وزيرة الإعلام، منال عبد الصمد، في استقالتها: "أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم، التغيير بقي بعيد المنال وبما ان الواقع لم يطابق الطموح وبعد هول كارثة بيروت أتقدم باستقالتي من الحكومة".

"الاستقالة منذ شهر"

أما وزيرة الدفاع، زينة عكر، فذكرت: "لقد قررت الاستقالة منذ حوالي الشهر لأنني شعرت أننا لا ننتج في هذا الظرف الصعب، لكنني تريثت ولم أقم بذلك، لشعوري بفداحة المسؤولية، ولكن بعد الكارثة أصبح التحدي أكبر".

وتابعت:" إن الاستقالة لقناعات مبدئية تُحترم، أما الاستقالة خوفاً أو إستعطاء لشارع بل شوارع وقوى بحثاً عن مستقبل "الأنا" فهي لا تعكس مسؤولية بالنسبة لي".

"لم يستجيبوا لطلبي"

وبدورها، قالت وزيرة العدل، ماري كلود: "تمنيت على دولة رئيس مجلس الوزراء وزملائي الوزيرات والوزراء اتخاذ موقف موحد واستقالة الحكومة بشكل جماعي، بدلا من تقديم استقالات فردية إنحناء لدماء الشهداء".

وتابعت: "الأزمة العميقة والظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن تفرض الاحتكام الى ارادة الشعب (...)،  وكنت على هذا الأساس أطلقت مبادرة مفادها إقرار مشروع القانون تقصير مدة ولاية مجلس النواب والدعوة إلى انتخابات مبكرة".

"استقالة بعد النصيحة"

وقال وزير البيئة المستقيل، ديمانيوس قطار، في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية إنه نصح دياب بالاستقالة، وبعد فشل هذا الخيار، قدم استقالته.

وأضاف: "رفاق ولادي ماتوا ما بقدر استمر بتحمل هالمسؤولية".

كبش الفداء 

وقال الكاتب والباحث السياسي، أمين قمورية، في حديث إلى موقع "سكاي نيوز عربية" إن الجهات السياسية التي جاءت بهؤلاء الوزراء هي التي أقالتهم.

وأضاف أن هذه الجهات كانت بحاجة إلى "كبش فداء، ووجدوا في هؤلاء الوزراء أفضل ضحية".

واعتبر أن تصريحات الوزراء تحاول رفع المسؤولية عنهم وتحميلها لحكومة لا لون لها ولا طعم.

ورأى قمورية بأن وزراء حكومة دياب "لم يكونوا وزراء أصلا، بل مستشارين أعطي لهم زورا رتبة وزراء، لغايات في نفس مشغليهم الذين كلفوهم بهذه المهمة المستحيلة حتى يرفعوا عن أنفسهم تحمل اعباء ٤٠ سنة من الفساد (...)".