يعيش الليبيون على وقع خطين متوازيين متناقضين، حيث تدعو كل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى التهدئة، وفي المقابل تحرك حكومة الوفاق مجموعات المرتزقة للاقتراب من "الخط الأحمر".

فقد دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، إلى أن يمثل عيد الأضحى فرصة لتغليب روابط الإخاء وإنهاء الاقتتال، مناشدة الفرقاء بتثبيت وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار السياسي.

وأبدت وليامز أملها في أن "تسود لغة المحبة والتسامح والوحدة بين الشعب الليبي".

وعربيا، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعوته إلى تثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق رسمي وشامل لإيقاف القتال.

وناشد أبو الغيط الفرقاء الليبين بالالتزام بوقف إطلاق النار، والامتناع عن أي أعمال أو تحركات عسكرية، من شأنها تصعيد الوضع الميداني، مؤكدا على ضرورة توقف كل أشكال التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية.

وجدد أبو الغيط رفض وإدانة الجامعة العربية للخروق المتكررة لحظر توريد السلاح، والاستقدام المنهجي للمقاتلين والمرتزقة الأجانب.

لكن مقابل كل هذه الدعوات، يوجد فريق يسعى للتصعيد ويعمل عليه، حيث رصد الجيش الوطني إحضار حكومة الوفاق مجموعات من المرتزقة للاقتراب من جبهة المعركة المرتقبة.

أخبار ذات صلة

الجيش الليبي يرصد تحرك "مجموعات" من المرتزقة الأجانب
المسماري: 3 آلاف عسكري تركي في ليبيا

ورغم التحذيرات، تمضي حكومة الوفاق وحليفتها تركيا باللعب على حافة الهاوية، والاقتراب من الخط الأحمر عند سرت-الجفرة.

وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، الخميس، زيادة اعتماد الميليشيات على المرتزقة الأجانب، وأوضح في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" أنه تم رصد نقل مجموعات من المرتزقة، للاقتراب من خط النار المتوقع.

كما كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أن نحو 3 آلاف عسكري تركي يشرفون على عمليات ميليشيات طرابلس، التي تتحضر للانقضاض على سرت.

وقال المسماري إن عدد المرتزقة الأجانب ارتفع إلى نحو 20 ألفا، فيما يبدو أنه ترقب لمعركة قد تندلع في أي لحظة، بينما يسود الهدوء الحذر مدينتي سرت والجفرة ومحيطهما.

وتتمركز قوات الجيش الوطني الليبي غرب مدينة سرت وغرب وشمال غرب الجفرة بشكل يتيح لها لتصدي لأي هجوم متوقع من قبل المليشيات الموالية لحكومة الوفاق، المسنودة بالمرتزقة المدعومين من تركيا.

ووفقا للمتحدث باسم الجيش الوطني، فإن عدد العسكريين الأتراك في ليبيا يتراوح حاليا بين 2500 إلى 3 آلاف عنصر، ويدير هؤلاء معركة الميليشيات ويشغلون المعدات الحديثة التي جلبها الجيش التركي لـ"غزو ليبيا" بحسب تعبير المسماري.