تتلقى نساء من تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، حوالات مالية، بمثابة مساعدات من عدة دول، لكن هذه المبالغ كثيرا ما تذهب إلى التجنيد ودعم التطرف.
في ريف الهول، مثلا، بريف الحسكة، شمالي سوريا، يقف حشد من نساء داعش، أمام مركز للحوالات المالية، حتى يتلقين ما جرى إرساله لهن من الخارج.
وتشير المصادر إلى وجود موردين اثنين لهذه الأموال؛ أولهما عائلات النساء في الدول الأم، وهي ترسل 500 دولار شهريا كحد أقصى للتحويل.
أما المصدر الثاني فيأتي عن طريق جمعيات على صلة بتنظيم داعش، والتي وفقا للمعلومات التي حصلت عليها "سكاي نيوز عربية" توجد في تركيا وادلب .
ويقول عمر، وهو اسم مستعار يعمل محاسبا في مركز الحوالات المالية، إن النساء يتلقين المال تحت شعار "الأخوات النساء في المخيمات"، مثل جمعية تتخذ من إدلب مركزا لها، ومن خلال التقصي، تم رصد مجموعة سرية من نسوة داعش الأكثر تطرفا يعرفن بـ"الحسبة"، تتولى إدارة الأموال المرسلة.
وبالبحث على شبكات التواصل الاجتماعي تم العثور على حملات لجمع التبرعات، إذ تستخدم نساء الحسبة داخل المخيم مقاطع فيديو ترويجية لتحفز الموالين للتنظيم على التبرع لهن، مثل حملتي "دمعة أسيرة " و"نساء أسيرات".
ووافقت شاهدة من داخل المخيم على التحدث لـ"سكاي نيوز عربية"، شريطة إخفاء شخصيتها خوفا من انتقام نساء الحسبة، واسمها المستعار هو أم عبد الله.
وتقول أم عبد الله، إن بعض الحوالات تصل عن طريق التبرعات، لكن ذلك لا يجري بطريقة نظامية، لأنه موجه إلى أسماء مختلفة، كما أن التوزيع يشمل النساء اللائي يتبنين فكرا معينا.
ويستخدم جزء من هذه الأموال من نساء في المخيم، أما الجزء الآخر فيتم توزيعه على النساء الأكثر تشددا، ووفقا لمعلومات من مصادر في قوات سوريا الديمقراطية، لجأ التنظيم مؤخرا إلى التركيز على تهريب يافعين لتجنيدهم في ما يعرف بـ"أشبال الخلافة".
أما صلة الوصل بين الحسابات البنكية لحملات التبرعات ومخيم الهول، فهي جمعيات موجودة في العلن تعمل في مناطق تسيطر عليها تركيا؛ أي إدلب على وجه التحديد.