أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبّون تلقى، الخميس، اتّصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في محادثة هاتفية هي الثالثة بين الرجلين في أقل من 6 أسابيع وتندرج في إطار تقارب ترتسم معالمه أكثر فأكثر بين البلدين.
وذكرت الرئاسة في بيان أنه خلال المحادثة الهاتفية بحث الرئيسان في "الوضع السائد في المنطقة، ولا سيما في ليبيا والساحل".
وأضاف البيان أنّ الرئيسين "اتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين كفاعلين أساسيين في المنطقة وإطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى ترقية الحلول السياسية للأزمات السائدة هناك".
كما استعرض الرئيسان، بحسب البيان، "جملة من المسائل المدرجة في الأجندة الثنائية، ولا سيّما تلك المتعلّقة بالذاكرة، وعلى وجه الخصوص استعادة رفات 24 شهيداً من المقاومة الشعبية في 3 يوليو الجاري، وتلك التي ستُسترجع لاحقاً، وضرورة العمل على تصالح ذاكرتي شعبي البلدين".
وكانت الجزائر وارت، الأحد، في عيد استقلالها رفات 24 مناضلاً ضدّ الاستعمار الفرنسي استعادتها من باريس، وذلك غداة إعلان تبّون أنّه لا يزال ينتظر اعتذاراً من القوة الاستعمارية السابقة.
والسبت، أعلن تبّون أنّه يريد "اعتذاراً" من فرنسا عن ماضيها الاستعماري في بلاده، معتبراً أنّ ماكرون رجل "نزيه" قادر على مواصلة نهج التهدئة بين البلدين.
وقال تبّون في حوار تلفزيوني ردّاً على سؤال بشأن مسألة اعتذار فرنسا عن حقبة الاستعمار، إنّ باريس قدّمت "نصف اعتذار"، آملاً في أن "تُواصِل على نفس المنهج وتُقدّم كامل اعتذارها".
وأعادت فرنسا إلى الجزائر رفات 24 مقاتلاً قُتلوا في السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي، في بادرة تهدئة للعلاقات الثنائيّة المتقلّبة.
واعتُبرت تلك الخطوة مؤشّراً على تحسّن في العلاقات بين الجزائر ومستعمِرتها السابقة، وهي علاقات اتّسمت منذ استقلال البلاد في العام 1962 بتوتّرات متكرّرة وأزمات.
ويغذّي هذه العلاقة المتقلّبة انطباعٌ في الجزائر بأنّ فرنسا لا تقوم بما فيه الكفاية لتسوية ماضيها الاستعماري (1830-1962).
ولا تزال قضية الذاكرة في صميم العلاقات المتقلّبة بين الجزائر وفرنسا، وقد تبنّى النواب الجزائريون أخيراً قانوناً "تاريخياً" تمّ بمقتضاه اعتماد 8 مايو يوماً للذاكرة، تخليداً لذكرى مجازر 1945 التي ارتكبتها القوات الفرنسية في مدينتي سطيف وقسنطينة (شرق).