تجمّع العشرات بالقرب من منشآت نفطية في جنوب شرق تونس، الخميس، للتنديد بما يعتبرونه تهميشا للمنطقة، وللمطالبة بالوظائف والاستثمار.
ويتواصل منذ يومين احتجاج لخمسين شخصا بالقرب من المنشآت النفطية، التي تقع في منطقة الكامور، والتي تبعد نحو ساعتين بالسيارة عن مركز محافظة تطاوين في قلب الصحراء. والتحق عشرات بهم مساء الخميس.
وقام المحتجون، وغالبيتهم من الشباب، بنصب خيام ومنع شاحنات الشركات البترولية الست الناشطة في استخراج النفط والغاز من المرور.
وقال الرئيس التونسي قيس سعيد في مقطع فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية في فيسبوك إن "الوضع في الجنوب غير مقبول"، مؤكدا على "مشروعية" الاحتجاجات في إطار القانون.
وأكد سعيد أنه "مستعد لاستقبال من يريد أهلنا في الجنوب إرساله للحديث معهم".
وإنتاج تونس من النفط متواضع، بمعدل استخراج يومي يتراوح ما بين 38 ألفا وأربعين ألف برميل، و55 في المئة من مجموع الإنتاج يستخرج من منطقة تطاوين، حيث تنشط كل من الشركة النمساوية "أ م في" والإيطالية "آني" والبريطانية "أتوغ"، حسب وزارة الطاقة التونسية.
ودعت "تنسيقية الكامور"، التي أنشأها المحتجون منذ العام 2017، إلى التحرك الاحتجاجي للمطالبة بفرص عمل و"التقسيم العادل لثروات" المنطقة.
ويطالب المحتجون الحكومة التونسية بتطبيق بنود اتفاق التزمت به السلطات منذ العام 2017 لتوفير وظائف والاستثمار في المنطقة المهمّشة.
ولم تتدخل قوات الأمن لمنع الاحتجاج بالقرب من هذه المنشآت المهمة في البلاد، وفقا لوكالة فرانس برس.
وتأتي الاحتجاجات غداة اضطرابات ليلية في منطقة رمادة القريبة من الحقول النفطية، التي تبعد نحو 80 كيلومترا عن مدينة تطاوين، حيث احتج عدد من المواطنين على وفاة شاب يشتبه في أنه مهرّب.
وفتح القضاء العسكري تحقيقا لتحديد ملابسات الحادثة، ومعرفة إذا ما كان الشاب توفي مساء الثلاثاء بأعيرة نارية أطلقها جنود باتجاه أربع سيارات آتية من ليبيا توغلت المنطقة الحدودية.
ومناطق الجنوب التونسي غالبيتها مهمشة، ويعتمد النشاط الاقتصادي في جزء كبير على التهريب، كما تسجل هذه المناطق أعلى نسب البطالة في كامل البلاد.