تسيطر على مدينة طرابلس في ليبيا عدة ميليشيات، توفر لها تركيا دعما عسكريا من خلال المرتزقة والسلاح، في حين تحتمي سياسيا بحكومة غير شرعية يقودها فايز السراج.
وبينما تتقاسم الميليشيات في طرابلس النفوذ على المدينة، أصبحت تحاول في الآونة الأخيرة أن تضفي الشرعية على نفسها عبر إنشاء ما يسمى بـ"الحرس الوطني"، بمباركة من أنقرة.
ومن أبرز هذه الميليشيات:
تتبع وزارة الداخلية في حكومة طرابلس، وقوامها 1500 مسلح، وتنشط شرقي العاصمة. وتعد هذه الأكثر تسلحا بين الميليشيات.
يتزعمها عبد الحكيم بلحاج، المقيم في تركيا منذ سنوات. وتعد الأكثر تطرفا بين الميليشيات، إذ تتبع فكر تنظيم القاعدة الإرهابي.
تتبع أيضا لوزارة الداخلية في حكومة السراج، وتتألف من نحو 1500 مسلح، وتركز على المواقع الحيوية شرقي طرابلس ووسطها.
- لواء النواصي:
ميليشيا معروفة بـ"القوة الثامنة"، تتبع لوزارة الداخلية في حكومة السراج، وتلعب دورا في تأمين مقارها، وتحديدا مقر إقامة السراج.
- كتائب مصراتة:
من الميليشيات التي تعد القوام الرئيسي لداعمي حكومة السراج، وتمثل أكبر قوة عسكرية منظمة.
- لواء الحلبوص:
ميليشيا تنحدر من مدينة مصراتة، وهي من أكثر الميليشيات تجهيزا ودعما لحكومة طرابلس. ويسيطر هذا اللواء على طريق المطار، وينتشر مسلحوه جنوبي طرابلس.
خريطة النفوذ
لكن، كيف تبدو خريطة توزع النفوذ في ليبيا، وسط استمرار أنقرة بإرسال التعزيزات العسكرية لتحقيق مصلحتها، بذريعة دعم حكومة الوفاق؟.
يسيطر الجيش الوطني الليبي على معظم أراضي البلاد، في حين تقتصر سيطرة الميليشيات التابعة لحكومة السراج على المناطق الغربية.
وفي التفاصيل، يخضع الساحل الليبي الشرقي لسيطرة الجيش الوطني، بما في ذلك مدن بنغازي وطبرق ودرنة.
أما المنطقة الغربية، بما فيها العاصمة طرابلس وحدودها الإدارية والساحل الغربي، فتخضع لسيطرة قوات حكومة السراج.
ويتقاسم الطرفان وسط الساحل الشمالي: الجيش الوطني بالسيطرة على مدينة سرت وصولا إلى طبرق، مقابل سيطرة ميليشيات طرابلس على مدينة مصراتة وصولا إلى معبر رأس جدير.
وفي وسط ليبيا، فيتفوق الجيش الوطني في مساحة النفوذ، بسيطرته على مدينة سبها، إضافة إلى الجفرة.
الدور التركي
في هذه الأثناء، تعمل تركيا على تعزيز وجودها العسكري في قاعدة الوطية الجوية، بالأسلحة والمعدات التي نقلتها من مطار معيتيقة، خاصة بعد الضربة الجوية الأخيرة التي تلقتها هناك.
كما تعمل أنقرة على إنشاء قاعدة جوية، وأخرى بحرية في مدينة مصراتة، وذلك في إطار سعيها لتأمين حضور دائم في ليبيا، للاستيلاء على ثروات البلاد.
في المقابل، وضع الجيش الوطني الليبي، قواته في حالة استنفار قصوى، ويعمل بدوره على تعزيز مواقعه وقواته في جبهتي سرت والجفرة، استعدادا لأي مواجهة.
وفي تحد صارخ للقوانين الدولية وللسيادة الليبية، أعلنت تركيا وميليشيات السراج استعدادهما لفتح مواجهة جديدة في سرت، لكن هذه المخاطرة لن تكون سهلة، وسط التشديد الإقليمي والدولي على وجوب وقف إطلاق النار.