ما الذي حدث في خيمة القذافي؟ وكيف فضحت تسريبات الخيمة من تآمروا على أوطانهم وأشقائهم؟ وما الذي تخفيه التسريبات المقبلة؟ وما مصير خيام التآمر المنصوبة اليوم في قطر وتركيا؟
أسئلة عدة تتبادر إلى الأذهان عقب كشف تسريبات جديدة، من خيمة الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، مقطعا مسجلا للإخواني الكويتي، حاكم المطيري، يطلب الدعم المالي لأجل بث القلاقل والاضطرابات في بلاده.
وعرض المطيري، في التسجيلات المسربة، على القذافي "مشروعا إعلاميا" لأجل زعزعة استقرار المنطقة وبث الفوضى.
ويقول المطيري للقذافي في التسجيل، إن حزبه لا يستطيع تأسيس قناة فضائية أو صحيفة يومية، لأنه يحتاج للمال، "ولهذا حاولنا أن نجمع تبرعات من بعض رجال الأعمال".
ثم أضاف المطيري في "استجداء" القذافي، أن المتبرعين يخشون من الدعم المباشر والقوي لأن الأمر يتعلق بحزب سياسي يُوصف بـ"الثوري"، بحسب قوله.
وحينما قال المطيري "فبلا شك الحزب في حاجة دعم ومساندة ومؤازرة"، رد القذافي بـ"حاضر"، مضيفا "نحن جاهزون لدعمكم".
وفي تعليق على التسريبات التي لا تحتمل مجالا للشك أو التأويل، قال الصحفي والكاتب الكويتي أحمد الجار الله إن تلك التسجيلات تؤكد وتكشف مجددا حقيقة مخططات الإخوان التخريبية، والأهم أن هؤلاء اعترفوا بالتسجيلات، وخرجوا بمبررات لها أسوأ مما احتوته التسجيلات نفسها.
واعتبر الجار الله، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، أن تلك التسجيلات ستكون شديدة الأهمية لأنها "ستعرف المغرر بهم على الأهداف الحقيقية لتلك التنظيمات، وهو الأمر الذي كان يحدث في الكويت حين كنا نطلب من الدولة اعتبارهم كفصيل إرهابي".
كما كشف أن تنظيم الإخوان أثر على المجتمع الكويتي وحوله إلى مجتمع مغلق، مشيرا إلى أن الكويت اليوم أمام فرصة لوقف نشاط تنظيم الإخوان والحد من تأثيره.
وأوضح الجار الله أن إنهاء حكم ذلك التنظيم في مصر حمى المنطقة والخليج، وقلص دورهم بعد نشاطهم الكبير خلال فترة محمد مرسي.
أما الصحفي السعودي جميل الذيابي فأكد أنه ليس أمرا مفاجئا أو جديدا، أن يلجأ تنظيم الإخوان وجماعات ما يسمى بـ"الإسلام السياسي" التي تنظّر للعنف والتطرف والتبعية، لسياسات التآمر، وهو أمر اتضح خلال حرب الخليج الثانية "حين تخلوا عن الكويت وخرجوا بأكاذيب عن رسائل تلقوها من الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين".
وأوضح الذيابي أن تنظيم الإخوان لا يدين بالولاء للأوطان، ويستغل النعرات القبلية والفئوية، من أجل إحداث شروخ داخل المجتمعات.
وكشف أن ما ظهر بالتسريبات يثبت خيانتهم لوطنهم ولأشقائهم في الخليج، وعلى المجتمعات الخليجية والكويتية محاسبتهم.
ولفت الذيابي إلى أن الشرذمة التي ذهبت للقذافي ديدنها التآمر والخيانة منذ العهد الملكي وزمن جمال عبد الناصر في مصر، وسياستها اللعب على وتر الدين والمتاجرة به لتحقيق استراتيجيتهم.
وقال الكاتب والباحث السياسي، عايد المناع، إن وجه الإخوان انكشف بشكل واضح مجددا: "ويبدو أن هذا هو مصير كل من يتعامل مع أطراف خارجية ويعمل على زعزعة الأوضاع الأمنية والسياسية في بلده".
وأوضح المناع، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أنه لا أحد ممن انكشف أمرهم في التسريبات، بادر إلى نفي التهمة، حتى وإن زعم أحدهم إنه لم يذهب إلى خيمة القذافي لأجل الاستعانة بالقذافي، لكن الواضح هو أنه كان هناك بحثٌ عن تمويل.
وأضاف الكاتب الكويتي، أنه على يقين بأن من كشفت التسريبات أمرهم، لم يكونوا ينظرون إيجابيا إلى القذافي، لكنهم كانوا يطمعون في أمواله بمثابة أدوات ووسائل لتحقيق أهداف واضحة وهي إحداث قلاقل وتغييرات جذريات، وربما الإطاحة بالأنظمة الحاكمة، وما حدث في المنطقة وسمي بـ"الربيع العربي"، و"آثاره اليوم شاخصة وسيئة".
وأشار إلى أن الهدف من هذه القلاقل هو أن يتسلل تنظيم الإخوان إلى السلطة.