خرجت حشود عارمة من المحتجين الليبيين، يوم الأحد، في مدينة بنغازي، للإعراب عن رفضهم للتدخل التركي المتزايد في البلاد من خلال جلب المرتزقة المتشددين من سوريا، ودعم الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج.
ودان المحتجون تصرفات تركيا العدائية تجاه ليبيا، رافعين يافطات "جيشنا كرامتنا" لأجل دعم للجيش الوطني الليبي الذي يخوض حربا ضد الميليشيات المتشددة في مسعى لإعادة الاستقرار والأمن.
وأصرت تركيا على حشر نفسها في الملف الليبي، رغم الرفض الشعبي الواسع، وتبرر خطوة الغزو بكونها اتفاقا "شرعيا" مع حكومة فايز السراج في طرابلس.
ورفع محتجون شعار "ليبيا ليست للبيع" في إشارة إلى الأطماع الاقتصادية التركية في البلاد، فيما تتوالى زيارات الوزراء والمسؤولين الأتراك إلى طرابلس، في محاولة للاستحواذ على مقدرات الشعب الليبي.
ويرى مدير مركز الأمة للدراسات الاستراتيجية، محمد الأسمر، أن هذه الاحتجاجات التي خرجت في بنغازي تعبير مباشر من الجماهير عن استنكار التدخل التركي.
واستبعد الأسمر في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن تتلقف حكومة السراج في طرابلس هذه الإشارات والرسائل، ورجح أن تلجأ إلى أسلوب تجاهل من خرجوا ليعربوا عن رفضهم الشديد للاستعانة بالأجنبي لغزو البلاد.
وأضاف أن حكومة السراج ستلجأ إلى هذا الأسلوب لأنها ليست حكومة منبثقة عن خيار شعبي، بل هي حكومة وصاية وولايتها انتهت.
وأورد أن الجماهير خرجت أيضا في العاصمة طرابلس، في مايو 2018، لأجل الإعراب عن دعمها للجيش الوطني الليبي، لكن المحتجين قوبلوا بالعنف وقتها من قبل ميليشيات موالية لحكومة فايز السراج.
أطماع تركيا
ويوم الجمعة، زار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس أركان الجيش، يشار غولر، العاصمة طرابلس للقاء مسؤولين في حكومة فايز السراج.
وتزامنا مع الزيارة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استمراره في التعاون مع حكومة السراج في طرابلس.
وتأتي الاستفزازات العسكرية التركية في وقت تستمر فيه الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية عبر العودة للمشاورات السياسية.
واعتبر مراقبون أن التحركات التركية الأخيرة على الساحة الليبية تأتي في إطار تحدي الإرادة الدولية، خاصة بعد تصريحات أطلقها وزير الدفاع التركي من طرابلس تحدث فيها عن "السيادة التركية، والعودة بعد انسحاب الأجداد، والبقاء إلى الأبد.