مع ارتفاع وتيرة إعادة المغاربة العالقين بمختلف دول العالم، وهو جسر إنساني تأخر المغرب في بدئه بسبب جائحة كورونا، تتواصل معاناة عشرات المغاربة العالقين منذ أكثر من أربعة أشهر قرب ميناء الجزيرة الخضراء جنوبي إسبانيا بسياراتهم بعد أن تعذر عليهم عبور المضيق، عقب قرار المغرب تعليق رحلاته الجوية والبحرية في 11 مارس الماضي.

ويعيش المغاربة الذين سافروا بسياراتهم لأوروبا وضعية قاسية وهم محاصرون في شوارع الجزيرة الخضراء جنوبي إسبانيا، على أمل العبور إلى أسرهم المقيمة في المغرب، قبل أن يتبدد حلمهم بالعودة عدة مرات، و يتعذر عليهم إكمال مسيرتهم إلى الوطن.

ويتردد العديد منهم على مصالح القنصلية المغربية بالمدينة من أجل طلب الاستفادة من جسر إنساني استثنائي يمكنهم من العودة إلى المغرب، لكن العملية متعذرة إلى حدود نهاية الأسبوع الماضي، في انتظار قرار متفق عليه عبر الدبلوماسية المغربية.

وأظهر شريط فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نداء صادرا عن ما يقارب 50 أسرة مغربية من ضمن العالقين منذ 15 أسبوعا بالميناء الإسباني على متن سياراتهم،في انتظار التفاتة إنسانية تخلصهم قسوة الوضع المعيشي، بعد استنفاد مدخراتهم المالية الشخصية وقضائهم كل هذه الأسابيع في ظروف استثنائية صعبة رغم المساعدات التي تلقوها من مصالح القنصلية المغربية .

وبحسب رشيد لزرق، الأستاذ بجامعة ابن طفيل، يرتبط وضع هذه المجموعات المحاصرة بقرار المغرب فتح حدوده البحرية والجوية مع إسبانيا و فرنسا، وهو ما يعد خطوة صعبة الحسم، لأن هذا يعني فتح المجال لتوافد مئات الآلاف من أفراد الجالية على المنافذ البحرية و الجوية للمملكة.

أخبار ذات صلة

عالقون مغاربة في تركيا يطالبون بالعودة إلى بلادهم

لكن هذه الخطوة تستوجب استعدادا لوجيستيا كبيرا يصعب تحقيقه في غضون أيام، بحسب الباحث، فيما يظل الجسر البحري الاستثنائي للحالات الخاصة بالجزيرة الخضراء أمرا ممكنا، لكنه يتطلب  تنسيقا محكما مع سلطات إسبانيا  والاستعداد لاحتمالات تكدس سيارات الجالية على الجزيرة الخضراء، طلبا للعبور الى المغرب، بعد فتح المجموعة الأوروبية حدودها الداخلية، ومن شأن هذا الأمر أن يتسبب بضغط إداري و صحي على المعابر المغربية لم تستعد له المصالح الرسمية المختصة.