وجه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، كلمة لشعبه بمناسبة حلول 30 يونيو، الذي يصادف ذكرى مظاهرة مليونية خرجت العام الماضي، قائلا إن السودان لن يعود إلى الوراء.
وقال حمدوك في مستهل خطابه "أقف أمامكم اليوم لأخاطبكم في ذكرى الثلاثين من يونيو. هذه الذكرى تحولت ليومٍ حاسم مجيد كتب فيه الثوار بمداد من نور.. لقد كانت الجموع التي اندفعت لتملأ الشوارع في 30 يونيو 2019، هي صاحبة الكلمة الحاسمة التي أعادت رفع راية (حرية، سلام وعدالة) عالية وخفاقة. لينصاع الجميع احتراما وإجلالا لصوت الشعب الجسور، باتجاه التوافق على معادلة سياسية فتحت الباب لعملية الانتقال المدني الديمقراطي في بلادنا".
وأضاف "لقد التقيت في الأيام الماضية بطيف واسع من القوى السياسية ولجان المقاومة والقوى المجتمعية، واستلمت مذكرات لجان المقاومة وأسر الشهداء عن تعديل المسار"، مؤكدا "أن كل المطالب التي وردت في هذه المذكرات هي مطالب مشروعة واستحقاقات لازمة، لا مناص عنها وستعمل حكومة الفترة الانتقالية على تنفيذها بالشكل الأمثل خلال الأسبوعين القادمين، متوخيين في ذلك التوصل إلى أعلى درجات التوافق والرضا الشعبي".
وأوضح أن "التوازن الذي تقوم عليه المرحلة الانتقالية هو توازن حساس وحرج. وأنه يمر بين كل حين وآخر بكثير من المصاعب والهزات التي تهدد استقراره، وتتربص به قوى كثيرة داخل وخارج البلاد تحاول إعادة مسيرتنا إلى الوراء".
ووعد حمدوك شعبه "بأننا قد نتعثر ولكننا لن نعود أبدا إلى الوراء.. إنني أعيد التأكيد على التزامات الحكومة المبدئية بتحقيق العدالة والقصاص الذي يضمن عدم تكرار الجرائم التي تم ارتكابها خلال الثلاثين عاما الماضية في حق أبناء شعبنا، ومحاربة سياسات الإفقار المنظم لصالح سياسات اقتصادية متوازنة تضمن التنمية وعدالة توزيع الموارد وتوفير الخدمات الأساسية للجميع، وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في السودان والسعي لإسكات صوت الرصاص وجدل البندقية في الساحة السياسية السودانية إلى الأبد، وضمان سيادة حكم القانون والعدالة في ربوع البلاد بشكل جذري لا مساومة ولا تهاون فيه".
وبشأن المواكب التي ستخرج يوم غد، ناشد رئيس الوزراء السوداني الشعب "بالتعبير السلمي عن الرأي والمطالب، وتوخي أقصى درجات الحرص واتباع الإرشادات الصحية التي تساهم في الوقاية من زيادة انتشار وباء الكورونا".
وختم كلمته بالقول "ستتوالى على مسامعكم في الأيام المقبلة عدد من القرارات الحاسمة في مسار الفترة الانتقالية، وقد يكون لبعضها أثر كبير - سياسيا واقتصاديا واجتماعيا- وستحاول بعض الجهات استغلالها لتأجيج وصناعة حالة من عدم الاستقرار. إنني أدعوكم جميعا، لتوخي أقصى درجات اليقظة والحذر... إننا سنعبر وسننتصر بوحدتنا وبتمسكنا بأهداف ثورتنا المجيدة".