قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، براين هوك، إن واشنطن نجحت في تحجيم قدرة إيران على التسلح وأحبطت تهريب أسلحة إيرانية لميليشيات الحوثي كانت ستستعمل ضد السعودية، مجددا التأكيد على فعالية العقوبات الأميركية والدولية في ردع نظام الملالي، ومن ضمنها حظر الأسلحة.
وأوضح هوك في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية" بثت مساء الأحد، " أنا في جولة في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة الخطر الظاهر في الأفق، فنحن على بعد أشهر قليلة من انتهاء حظر الأسلحة على إيران المطبق من سنوات".
وتابع هوك: "مع انتهاء الحظر، سيسمح لإيران بكل حرية بأن تصدر وتستورد طائرات وحوامات هجومية وغواصات وسفن حربية وصواريخ بمدى 300 كلم، وهذا سيطلق سباق تسلح في المنطقة".
وزاد: "اعتقد أن أي دولة تتمتع بروح المسؤولية وتنظر بموضوعية إلى الشرق الأوسط لا يمكن أن تقول إن ما تحتاج هو أسلحة إيرانية إضافية. إيران في تاريخها الممتد لـ40 عاما وخاصة مع إنشاء حزب الله في لبنان كانت تنقل الصواريخ والأسلحة وغيرها إلى أذرعها في المنطقة الرمادية لعقود".
وأكد المبعوث الأميركي أن حظر الأسلحة حد من قدرات إيران، وتابع:" لم ندع أبدا اننا سنقضي على نقل الأسلحة، لكن مع انتهاء حظر الأسلحة سيفعل الإيرانيون ذلك في وضح النهار، بعد أن كان يفعلون ذلك في الظلام، وسيفعلون أكثر من ذلك إن لم تكن هناك قيود على ما يستطيون فعله".
وأضاف: "ومن المهم جدا لأعضاء مجلس الأمن ولا سيما الأعضاء الدائمين مثل روسيا الصين أن يستمعوا لدول المنطقة، فما تقول هذه الدول هو تمديد الحظر على إيران".
وشدد براين هوك على أن العقوبات صممت لمنع إيران من إنفاق الأموال على الإرهاب وعلى الأسلحة التي يهربونها لوكلائهم، مشيرا إلى اعتراف الرئيس الإيراني حسن روحاني بخسارة طهران 200 مليار دولار بسبب العقوبات، والتي كان ستستخدمها لو حصلت عليها لدعم وكلائها.
إيران معزولة
وأكد أن طهران باتت في عزلة دبلوماسية، وأضاف: "في الأسبوع الماضي، كان هناك تصويت في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بواقع بـ25 صوتا ضد صوتين مؤيدين فقط لإيران ، وذلك بسبب منعها المفتشين الدوليين من دخول إلى مواقع نووية مشبوهة، كما أن الإيرانيين لا يجيبون على أسئلة أساسية بشان الأبحاث والتطوير ومواد نووية غير معلن عنها. روسيا والصين صوتا ضد ذلك وكانتا معزولتان دبلوماسيا ".
وأعرب عن أمله بأنه عند طرح مشروع قرار في مجلس الأمن بخصوص تمديد حظر الأسلحة على إيران، بأن "تتحمل روسيا والصين المسؤولية، داعيا هاتين الدولتين إلى الاستماع لدول المنطقة التي تواجه العدوان الإيراني في الجبهة الأمامية. يجب أن نتخلص من هذه الأسلحة الإيرانية في الشرق الأوسط".
وقال: "إنه مع تولي إدارة الرئيس دونالد ترامب الحكم، كانت موزانة إيران العسكرية قد وصلت إلى مستويات قياسية، وفي السنة الأولى من العمل انخفضت الموازنة بنسبة العشر، وفي السنة الثانية بنسبة 28 في المئة".
وتوقع انخفاضا أكبر في موازنة السنة الجارية "لأن العقوبات فعالة، فقد جربنا تخفيف العقوبات وفق الاتفاق النووي، لكن النظام الإيراني استعمل الاتفاق لبدء السيطرة على العديد من العواصم في الشرق الأوسط".
وفي عام 2014 كان مسؤول إيراني يتبجح بأن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية، لكن ليس بوسعه الآن تجديد إدعائه، بحسب براين هوك، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على تطبيق الولايات المتحدة استراتيجية حدت من قدرات إيران وتمويلها للإرهاب، مؤكدا أن واشنطن عرقلت وأنهت العديد من عمليات إيران.
وتابع براين هوك: "ترامب أخرج سليماني من أرض المعركة وكان أحد أكثر الإرهابيين فاعلية في العالم، إذن فالشرق الأوسط اليوم مختلف جدا بسبب استرتيجيتنا ومع هزيمة داعش التي حققها الرئيس ترامب، والآن مع تقليص قدرات إيران على زعزعة الاستقرار، جعل الشرق الأوسط أفضل بكثير فيما يخص الأمن والأمان".
ضبط أسلحة إيرانية
وفي الملف اليمني، قال برايك هوك إن "ما حاولت الولايات المتحدة القيام به هو الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية للتعامل مع محاولة إيران إنشاء حزب الله جديد على حدود المملكة الجنوبية".
وأضاف : "ما فعلته إيران بحزب الله في لبنان في الثمانينيات، حاولت القيام بها خلال السنوات الثلاث الماضية في اليمن وذلك باستعمال ميليشيات قبلية، فهم إي الإيرانيين دربوا وسلحوا الحوثيين ليحاربوا على مستوى غير معقول، فمثلا في جبال اليمن ليس هناك مصانع للصواريخ.. تلك الصواريخ والطائرات المسيرة تأتي من إيران".
وتحدث الدبلوماس الأميركي "عن تقرير للأمم المتحدة سينشر قريبا والأمين العام سيخلص إلى أن الأسلحة التي اعترضت وهي في طريقها إلى اليمن إيرانية المنشأ. الصواريخ التي استخدمت لمهاجمة السعودية إيرانية المنشأ، وهذه كلها انتهاكات لحظر الأسلحة ومن المهم أن ندرك دور إيران في تقوية شوكة الحوثيين وجعلهم في قوة قتالية".
وأكد هوك" حين يرى النظام الإيراني نزاعا يتسللون، فيدروبون ويسلحون الميليشيات وهذا على حساب مصالحنا الأمنية في المنطقة ومصالح حلفائنها ..ضغطنا أدى إلى تقليل الأموال المرسلة للحوثيين ومنعنا دخول أسلحة كانت ستستعمل ضد السعودية إلى وجتها الأخيرة".
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، براين هوك، إن "واشنطن قدمت الإغاثة مرارا لإيران لمساعدة الشعب الإيراني والنظام رفض ذلك مرارا.. ليس هناك دليل على أن رفع العقوبات عن النظام الإيراني سيؤدي إلى إغاثة الشعب الإيراني الذي بسبب سؤء إدارة الحكومة يواجه تحديات كبيرة مع فيروس كورونا".
وتابع:" لكننا رأينا بخصوص الاتفاق النووي مع إيران بأن النظام حصل على مليارات الدولار بعد رفع العقوبات، لكنها لم تصرف على الشعب الإيراني الذي يعرف ذلك".