منذ توقيع مذكرتي التفاهم بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، والمرتزقة يعيثون فسادا في ليبيا، ويصعدون النزاع في البلد العربي، الأمر الذي دق ناقوس خطر عالميا، ودفع الأمم المتحدة إلى التحذير من "تداعيات مأساوية".

وحذر خبراء أمميون من أن الاعتماد على المرتزقة، ساهم في تصعيد النزاع في ليبيا، وقوض احتمالات التوصل إلى حل سلمي، وألقى بتداعيات مأساوية على السكان المحليين.

وكان رئيس تركيا ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، قد أبرما في نوفمبر الماضي مذكرتي تفاهم، إحداهما بشأن ما يسمى "ترسيم الحدود البحرية"، والأخرى أمنية استخدمت لإرسال قوات تركية إلى ليبيا.

ومع التوقيع، راح أردوغان يرسل مرتزقة من سوريا إلى ليبيا لدعم ميليشيات السراج في معارك ضد الجيش الوطني الليبي، بالإضافة إلى الأسلحة والخبراء العسكريين.

وأعرب فريق الأمم المتحدة المعني بمسألة استخدام المرتزقة، في بيان صدر قبل أيام، عن انزعاجه من التقارير المنتشرة بشأن استخدام المرتزقة والجهات الفاعلة ذات الصلة في ليبيا.

تجنيد يخرق المواثيق

ووصف كريس كواجا، رئيس مجموعة العمل في الأمم المتحدة، استخدام هؤلاء المرتزقة بأنه خرق لحظر الأسلحة الحالي الذي فرضه مجلس الأمن، والذي يتضمن حظرا على توفير أفراد المرتزقة المسلحين، فضلا عن أنه يعد انتهاكا للاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم والتي تعد ليبيا طرفا فيها.

ودعا الفريق الأممي أطراف النزاع في ليبيا، والدول التي تدعمها، إلى التوقف فورا عن تجنيد وتمويل ونشر المرتزقة والجهات الفاعلة ذات الصلة للحفاظ للاستمرار في الأعمال العدائية.

وأشار إلى أن نشر المرتزقة في ليبيا يزيد فقط من كثرة وغموض الجماعات المسلحة والجهات الفاعلة الأخرى التي تعمل في سياق الإفلات من العقاب.

وأشار الفريق إلى التقارير التي تفيد بأن تركيا انخرطت في عمليات تجنيد واسعة النطاق ونقل المقاتلين السوريين للمشاركة في الأعمال العدائية لدعم حكومة الوفاق الوطني. 

أخبار ذات صلة

عودة بعض المرتزقة السوريين من ليبيا إلى بلادهم.. ما القصة؟
الرئيس الفرنسي يدعم المبادرة المصرية لحل النزاع الليبي

جرائم في ترهونة

ولم تكن عمليات النهب والسلب الأخيرة التي جرت في مدينة ترهونة الليبية جديدة على المرتزقة السوريين الذين يقاتلون بجانب الميليشيات المتطرفة في ليبيا برعاية تركية، حيث كانت ممارسة مستمرة في سوريا، لكن هذه العمليات تعطي إشارات عدة في الحالة الليبية، بحسب محللين.

وقد وثقت مقاطع فيديو وصور، ما تقوم به عناصر الميليشيات والمرتزقة الموالية لحكومة السراج من جرائم في المدينة.

وظهر عدد من المتورطين وهم يسرقون المحال التجارية والمنازل في مدينة ترهونة.

ولم يترك هؤلاء، وبعضهم من المرتزقة السوريين شيئا على الإطلاق، فامتدت أيديهم حتى إلى الأغراض البسيطة مثل الغسالات والأدوات المنزلية.

ومن ناحيته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في حديث إلى موقع "سكاي نيوز عربية" إن المرتزقة السوريين لا يستطيعون إخفاء ممارساتهم، فالشيء الذي مارسوه في سوريا سوف يمارسوه في ليبيا.

وقال عبد الرحمن إن "تركيا تسيطر على هؤلاء وتطلق العنان لهم ويفعلون ما يريدون حتى لا يخرجوا عن طوعها".

وأضاف أنه حتى لو كانت هناك أموال تقدم لهذه الفئة، فثقافتهم تقوم على الإجرام والإرهاب، و"شاهدناهم في عفرين، عندما دخلوا إليها قاموا بنهبها كالجراد، وقد سرقوا كل شيء يسرق ولا يسرق".

ولم يستغرب عبد الرحمن "ممارسات هذه الميليشيات الموالية لتركيا في ليبيا"، مضيفا "قد تكون هناك ممارسات قتل بحق الليبيين، والأمر الذي يمكن أن يمنعهم فقط من التمادي هو وجود مجتمع قبلي في ليبي".

تجنيد داعشي

وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، بأن الاستخبارات التركية تشرف على فصيل يضم عشرات المسلحين من داعش، مشيرا إلى أن من مهام الفصيل تجنيد مرتزقة لصالح تركيا للقتال في ليبيا.

وكشف مدير المرصد السوري دور الاستخبارات التركية في تشكيل فصيل من داعش لتجنيد مرتزقة سوريين لصالح أنقرة بقوة السلاح.

استغلال الأطفال

وقال المرصد السوري إنه من ضمن المجموع العام للمسلحين المجندين للقتال في ليبيا، 300 طفل تتراوح أعمارهم بين 14-18، غالبيتهم منضوين تحت لواء فرقة "السلطان مراد".

وأضاف أنه جرى تجنيد هؤلاء الأطفال عبر عملية إغراء مادي واستغلال الأتراك للأوضاع المعيشية المتردية في سوريا.

إرسال مستمر للمرتزقة

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تستمر الميليشيات السورية الموالية لإنقرة في إرسال دفعات جديدة من مسلحيها إلى ليبيا، بإشراف تركي.

وقدر المرصد عدد المرتزقة السوريين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية بنحو 14 ألف و700 مرتزق، يحملون الجنسية السورية، عاد منهم إلى سوريا نحو 2600 فقط.

وتحدث عن مرتزقة وصلوا إلى معسكرات تابعة للجيش التركي، حيث يتلقون التدريبات هناك، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء بلغ 18 ألف مجند.