بعد أن انضم أولادها إلى حملة "قوات سوريا الديمقراطية" ضد خلايا تنظيم داعش في دير الزور، أخذت "سلطانة الكردية" التي تعدى عمرها الخمسين عاما، على عاتقها حماية أراض زراعية في شمال شرق سوريا من الحرائق المفتعلة التي تهدد بها القوات التركية وخلايا داعش.

والتقت "سكاي نيوز عربية" متطوعة تدعى "سلطانة الكردية"، تعمل على مراقبة الطريق الواصل بين القامشلي وعامودا، لحماية الأراضي الزراعية من الحرائق.

وأوضحت سلطانة أنها لا تملك شبرا من الأراضي الزراعية، إلا أنها تحمل السلاح على كتفها لمراقبة الطريق، بشكل تطوعي، منذ شهرين.

وقالت لـ"سكاي نيوز عربية": "(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان في السنوات الماضية حرق كل المحاصيل الزراعية، ولم يتمكن أحد من حصاد أرضه بسبب الحريق. أخذت على عاتقي حماية هذه الأراضي وهذا الموسم من أجل شعبي، ولكي لا  يستطيع أردوغان ومرتزقته حرق محاصيل أهلي وناسي".

ويحرس 40 ألف متطوع ومتطوعة تحت اسم "قوات حماية المجتمعالأراضي الزراعية شمال شرقي سوريا من الحرائق التي تقوم بها القوات التركية على الحدود، ويمنعون خلايا داعش من تدمير مواسم الناس التي ينتظرونها من عام إلى عام.

وقال متطوع يدعى عبد الحميد محمد لـ"سكاي نيوز عربية": "نحن 40 ألف متطوع نحرس هذه الأراضي، وهناك تنسيق بيننا وبين قوى الأمن الداخلي، التي تقدم الدعم اللوجيستي والخدمات لنا".

وتابع: "نقوم بالحراسة منذ شهرين، على مدار 24 ساعة. نحن متواجدون في نقاطنا وسنحرسها".

أخبار ذات صلة

الحرائق "المفتعلة" تستمر بالتهام الأراضي الزراعية في العراق
عام من الانتهاكات التركية في عفرين
إنفوغرافيك.. أكبر دول زراعية عربية تعاني الجوع
"الفاو" يحث على هدنة بسوريا لحصد المحاصيل

"قوانين حماية"

وكانت هيئة الزراعة بالتعاون مع قوى الأمن، قد فرضت هذه السنة قوانين على الفلاحين، تقضي بترك مسافات أمان غير مزروعة، حول الأراضي المزروعة، تحسبا لانتشار النار في حال اشتعالها، وانتقالها إلى محاصيل مجاورة.

كما قضت الهيئة باعتقال أي شخص يتواجد في أرض زراعية غير أرضه، خلال موسم الحصاد.

وبفضل هذه الإجراءات، يؤكد فريق المتطوعين في ريف القامشلي أن أغلب المحاصيل الزراعية لم تتعرض للحرائق هذا العام.

وقال المزارع محمد عنتر: "سيطرنا نحن والمتطوعون هذا العام على قضية الحرائق، إذ لم نشهد الكثير منها هذا العام كما حدث السنة الماضية".

وتابع: "حرثنا حول الأراضي الزراعية كي لا تصل النار إليها، وقمنا بدوريات مع حماية الشعب على الطريق لمساعدتهم، وفي حال رأينا النيران نقوم على الفور بإبلاغ قوات الإطفاء".

وفيما تم حصاد أكثر من 70 في المئة من الأراضي الزراعية حتى الآن هذا العام، تؤكد الإحصاءات الأخيرة لهيئة الزراعة أن نسبة الحرائق هذه السنة لم تتجاوز المئة ألف دونم، أغلبها في أرياف تل تمر ورأس العين وبعض المناطق القريبة من الحدود التركية.