يؤكد رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي أن لا حل عسكريا للصراع في ليبيا ثم يسارع بالاتصال برئيس حكومة طرابلس لـ"تهئنته" على سيطرة قواته على قاعدة الوطية الجوية.
وتتكون هذه القوات من مجموعة من الميليشيات، بالإضافة إلى مرتزقة سوريين، وخبراء عسكريين أتراك.
وخلال الاتصال الهاتفي، قال الغنوشي للسراج إن تونس تتأثر مباشرة بكل ما يحدث في ليبيا، ويهمها عودة الأمن والاستقرار للدولة الجارة.
ولعل هذا ما يفسر صمته إزاء المطالبات البرلمانية والشعبية في تونس لمساءلة راشد الغنوشي عن "تحركاته واتصالاته الغامضة والمخالفة وللقوانين".
فقد أبدى الحزب الدستوري الحر اعتراضه على اتصال أجراه الغنوشي مؤخرا بخالد المشري المعروف بانتمائه للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان في ليبيا والذي يشغل حاليا رئيس المجلس الأعلى للدولة.
وطالب الحزب بمساءلة الغنوشي عن أسباب هذه الاتصالات السرية التي لا تنشر على صفحة المجلس، بل يتم التضليل بشأنها.
وبعد أيام من جدل الاتصال الذي لم يعلق عليه الغنوشي أو أعضاء حركة النهضة، التي ينتمي إليها، في البرلمان، هبطت طائرة تركية في مطار جربة جرجيس بالجنوب. تضاربت معلومات الجهات الرسمية بشأنها فقالت بعض الجهات إنها محملة بالمساعدات وموجهة لليبيين، بينما قال البعض الآخر إنها مساعدات طبية لتونس.
وتعد تركيا هي العامل المشترك في العلاقة بين الغنوشي وحركته النهضة من جانب وإخوان ليبيا وميليشيات حكومة طرابلس من جانب آخر.
فتركيا التي طار إليها الغنوشي في يناير الماضي، في زيارة لم يعلن سببها، وما دار فيها بشكل واضح وأثارت جدلا واسعا في الشارع التونسي، تمد ميليشيات حكومة فائز السراج بالعتاد وآلاف المرتزقة السوريين، فضلا عن خبراء من الجيش التركي، لمواجهة الجيش الوطني الليبي.
ويغذي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأزمة الليبية بكل أسباب الحرب والصراع، وفي صلب ذلك استخدام خضوع الغنوشي والسراج للتدخلات التركية.
ويسعي أردوغان لتعويض انحسار الدور التركي في كل من سوريا والعراق، بالتوسع في شمال إفريقيا، حيث حلم تركيا بثروات البحر المتوسط.