أكدت السلطات السورية، الاثنين، عزمها التصدي بحزم "للعداون" التركي على أراضيها، غداة إعلان أنقرة بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب حيث تنشر قواتها وتقدم الدعم للفصائل المقاتلة.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، إن بلاده "تؤكد العزم والتصميم على التصدي للعدوان التركي السافر بكل الحزم ووضع حد لكافة التدخلات التركية حفاظا على سلامة ووحدة الأراضي السورية".
وأضاف المصدر: "هذا العدوان التركي يوضح مجددا افتقار نظام أردوغان لأدنى درجات الصدقية من خلال انتهاكه وعدم التزامه بموجبات مخرجات عملية أستانا وتفاهمات سوتشي وإصراره على البقاء في خندق واحد مع المجموعات الإرهابية الأمر الذي يثبت ما دأبت سوريا على تأكيده بأن نظام أردوغان غير جدير ولا مؤهل ليكون أحد ضامني عملية أستانا"، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأكد المصدر أنه "انطلاقا من حرص سوريا على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم فإنها تطالب المجتمع الدولي بإدانة العدوان التركي الذي يشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي ووضع حد لسلوكيات نظام أردوغان في دعم الإرهاب وأخطار انتشاره في المنطقة والعالم وذلك بنقل الإرهابيين إلى ليبيا والمتاجرة بمعاناة السوريين لابتزاز الدول الأوروبية من خلال السماح لموجات من المهجرين بالتوجه إلى أوروبا الأمر الذي يشكل تهديدا جديا للأمن والسلم والاستقرار الدولي".
وجاءت التصريحات السورية بعد أن قالت الرئاسة التركية، الاثنين، إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور روسيا الخميس، وسط توتر بين أنقرة وموسكو بشأن الاشتباكات المتزايدة مع الجيش السوري في منطقة إدلب بشمال غرب البلاد.
وكان لقاء أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن متوقعا بعد مقتل 34 جنديا تركيا في ضربات جوية سورية في إدلب، الأسبوع الماضي، مما دفع أنقرة لشن هجوم مضاد على الجيش السوري المدعوم من روسيا في المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت الأحد، أن موسكو لا يمكنها ضمان أمن الطيران التركي في سوريا، وذلك بعد إغلاق المجال الجوي فوق إدلب.
ونقلت "سانا" عن رئيس مركز التنسيق الروسي في سورية التابع لوزارة الدفاع الروسية اللواء أوليغ جورافلوف قوله للصحفيين: "في ظل هذه الظروف لا يمكن للقيادة العسكرية الروسية ضمان سلامة الطيران التركي في سوريا".
وتشن قوات الجيش السوري بدعم روسي منذ ديسمبر هجوما واسعا ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل معارضة أخرى مدعومة من تركية، في محافظة إدلب وجوارها، فيما تمكنت القوات السورية من إحراز تقدم كبير على الأرض.
وتصاعد التوتر بين دمشق وأنقرة منذ بداية فبراير في المنطقة، وانعكس في مواجهات على الأرض أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين.