رحل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في سدة الحكم، ونحو 10 أعوام بين المحاكم والمستشفيات، إثر انتفاضة شعبية تفجرت في مصر يوم 25 يناير 2011، واضطرته للتنحي يوم 11 فبراير من نفس العام.
وكان يوم الـ25 من يناير لعام 2011 مفصليا في حياة مبارك، فكانت القشة التي قسمت سلطته، حيث تظاهرت أعداد كبيرة من معارضي الحكومة في أنحاء مصر للإعراب عن غضبهم وشكواهم من الفقر والقمع.
وجاءت الاحتجاجات التي كان شعارها ”عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية“ في اليوم الموافق لعيد الشرطة التي اتهمت بانتهاك حقوق الإنسان في عهد مبارك، وذلك استجابة لدعوة أطلقها نشطاء على الإنترنت. وخلال الليل تغيرت الهتافات إلى "الشعب يريد إسقاط النظام".
ويحسب لمبارك أنه اختار أن يتنحى عن الحكم دون إراقة المزيد من الدماء، ففي 11 فبراير من نفس العام، أعلن نائبه الراحل عمر سليمان على التلفزيون الرسمي أن مبارك تخلى عن منصبه وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.
وفي نفس الشهر (فبراير)، أصدر النائب العام قرارا بمنع مبارك وأفراد عائلته من السفر خارج البلاد والتحفظ على أموالهم، في إطار التحقيق في مجموعة من قضايا الفساد التي لاحقته وعائلته.
وظل مبارك يتردد على المستشفيات بعد استجوابه من قبل النيابة العامة في أبريل 2011، حتى صدر أمرا بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات بشأن اتهامات بسوء استغلال السلطة خلال عهده، والاستيلاء على المال العام، وقتل محتجين.
وتمت إدانة مبارك في قضية القصور الرئاسية، الأمر الذي ترتب عليه تخليه عن أي رتبة أو نيشان (وسام) حصل عليه في وقت سابق، خلال فترة عمله بالقوات المسلحة أو توليه منصبي نائب رئيس الجمهورية (16 أبريل 1975 – 14 أكتوبر 1981) ثم رئيس الجمهورية (14 أكتوبر 1981 – 11 فبراير 2011).
وكانت دائرة في محكمة جنايات القاهرة قضت في مايو 2015 بسجن مبارك وابنيه 3 سنوات لكل منهم في إعادة محاكمة في القضية، التي عرفت إعلاميا بقضية "القصور الرئاسية".
وتتعلق القضية بتحويل أموال كانت مخصصة لصيانة القصور الرئاسية خلال حكم مبارك إلى منازل ومكاتب خاصة مملوكة للرئيس الأسبق وابنيه.
وكان الظهور المباشر على التلفزيون الرسمي لمبارك ونجليه علاء وجمال أمام محكمة في القاهرة حدثا مهما للمصريين، حيث أذيع استجواب مبارك ونجليه في قضية قتل المحتجين.
كما ظهر مبارك على الهواء مباشرة في جلسة أخرى ذات علاقة بمحاكمة الرئيس السابق محمد مرسي في قضية اقتحام الحدود المصرية في جمعة الغضب (28 يناير 2011).
واشتهر مبارك بعدة مشاريع قومية، وكانت له شهرة طاغية في العالم العربي، بسبب سياساته الخارجية التي يرى البعض أنها كانت معتدلة، وحافظت على علاقات جيدة مع غالبية الدول في الشرق الأوسط.
تاريخيا، شارك مبارك في حرب 1973 ضد إسرائيل، وقاد القوة الجوية التي كان لها دورا كبيرا في انتصار المصريين، حتى عُرف بلقب "صاحب الضربة الجوية الأولى"، كما قاد المفاوضات التي أدت لاستعادة مدينة طابا المصرية من إسرائيل عام 1989.