من النتائج التي كشفت عنها عملية قتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، مطلع يناير الجاري، أن وسائل طهران التقليدية لم تكن قوية لدرجة ردع خصومها، مما يعني أن السلاح النووي ربما يكون الحل الوحيد لمواصلة سياسة التخويف التي انتهجها نظام الملالي منذ عقود.
في 3 يناير الجاري، أمر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بضربة جوية في بغداد. بعد أيام، ردت طهران بإطلاق صواريخ على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين.، لكن ذلك لم يكن كافيا على ما يبدو لإظهار قوة الردع الإيرانية.
وخلص تقرير لموقع "ناشونال إنترست" الأميركي، الثلاثاء، إلى أن المواجهة بين الطرفين أظهرت عدم كفاءة الوسائل الإيرانية التقليدية في ردع خصومها مثل الولايات المتحدة، لذلك يبدو السلاح النووي الوسيلة الأنجع لذلك.
قدرة ردع محدودة
وسليماني لم يكن جنرالا عاديا بالنسبة لطهران ينتهي أمره باستبداله، فالأمر أكثر بكثير، إذ كان رمزا للصديق والعدو في الوقت نفسه، وعمل النظام الإيراني على تضخيم شخصيته وقدرته، حتى أن زعيم ميليشيات حزب الله، حسن نصر الله، قال بأنه يساوي أكثر من رأس الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويبدو أن إدارة ترامب فهمت "عبادة الشخصية" التي أحاطت بها إيران سليماني، لذلك لم يتجه ترامب نحو التصعيد بعد الضربة الصاروخية الإيرانية التي جاءت انتقاما لمقتل الجنرال.
ويظهر أن قدرة على إيران على الرد محدودة ورمزية حتى حين يتعلق الأمر بمهندس تمددها الإقليمي، كما أنه جاء لحفظ ماء الوجه، بدليل مثل عدم احتواء الصواريخ على رؤوس متفجرة، فضلا عن إبلاغ العراقيين قبيل الضربة الصاروخية، مع علم إيران أن هؤلاء يمكن أن يمرروا الرسائل للأميركيين سريعا.
وبدا أن الدعاية الإيرانية التي كانت تهول من قدرات إيران على استهداف خصومها، لم تكون سوى كلمات تفتقر للدقة.
لكن الخلاصة الأبرز من المواجهة التي تمت مطلع يناير الجاري، هي كشف نقاط ضعف إيران، فقوتها التقليدية لم تمنع الولايات المتحدة من قتل سليماني الذي يعد الرجل الثاني في نظام الملالي.
النووي.. الأقل كلفة
ويبدو أن السيناريو المطروح أمام طهران من أجل استعادة قدرتها على الردع هو السلاح النووي، فهي لا تملك الأموال الكافية لتطوير ترسانتها العسكرية التي عفا عليها الزمن، خاصة مع فرض العقوبات الأميركية المشددة.
ويقول تقرير "ناشونال إنترست" إن امتلاك السلاح النووي هو أقرب السبل أمام إيران لردع خصومها، وهذا ربما الذي دفعها إلى التنصل من كل القيود التي قبلت بها وفقا للاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الدولية في 2015.
والقيود التي تنصلت منها إيران هي: تخصيب اليورانيوم ونسبة التخصيب والتخزين والبحث والتطوير في المجال النووي.
وربما لجأت إيران إلى هذا الأمر لتسريع سعيها للحصول على سلاح نووي، الذي تمكن الاتفاق النووي من حصوله قبل سنوات.