لا يختلف "تير شتيغن الديوانية" كثيرا عن حارس مرمى برشلونة مارك أندريه تير شتيغن، فكلاهما بارع في صد الهجمات غير المرغوبة، ولكن الأول مصيره مجهول.

وكشفت مصادر عدة اختفاء الناشط العراقي مخلد عواد، والذي اشتهر بعمله الدؤوب في ساحة التحرير وسط بغداد، وخاصة بالتصدي للقنابل الدخانية، منذ عدة أيام.

وتداول العراقيون خبر اختفاء عواد في الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشار بعضهم إلى أنه تعرض للاختطاف من جهات مجهولة، أثناء عودته من بغداد للناصرية.

وقالت مصادر عدة إن تم فقدان الاتصال بعواد عند وصوله لنقطة سيطرة البطحاء، على مشارف الناصرية في محافظة ذي قار.

ووفقا لأحد أصدقائه، يلقب عواد "بتير شتيغن"، نسبة إلى اسم حارس مرمى نادي برشلونة الإسباني، وذلك لتميزه بالتصدي للقنابل الدخانية التي ترمى على المتظاهرين من قبل قوات مكافحة الشغب.

أخبار ذات صلة

مقتل قائد في قوات "الباسيج" الإيرانية أمام منزله
متظاهرو العراق يتحدون الطقس.. واستمرار إغلاق طرق وجسور

وكتب علي عزيز، أحد الناشطين على موقع تويتر: "الحرية للبطل أخي الصغير وصديقي مخلد عواد، صائد القنابل الذي اصطاد ما يقارب 500 قنبلة دخانية".

وأضاف: "قوات الاجرام الحكومي في الناصرية تعتقله وتقتاده لجهة مجهولة وتنهال عليه بالضرب المبرح أثناء خطفه (اعتقاله). حكومة العصابات والإجرام أيامكم باتت معدودة. سحقا لكم ولمن أتى بكم".

وكتب آخر: "ابن الديوانية مخلد عواد، وظيفته بساحة التحرير صيد القنابل الدخانية (شتيغن الديوانية)، هو طالب مرحلة أولى في جامعة القادسية، يتصلون عليه فيقول ما أرجع أظل بساحة التحرير وأعطى وصيته يقول ما أرجع إلا تسقط الحكومة والأحزاب".

ويواجه ناشطون وصحافيون ومدونون عراقيون حملة من الاتهامات والتهديدات من خلال حسابات على الإنترنت مجهولة الهوية ويشتبه بارتباط أصحابها بفصائل مدعومة من إيران، منذ بداية الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر.

ويضغط الشارع العراقي في سبيل اختيار حكومة مستقلة، لا تتضمن وجوها سابقة وغير مرتبطة بأجندات إيرانية، تسعى قوى سياسية لإعادة إنتاج نفسها من أجل البقاء في السلطة، بتقديم المصالح الشخصية على مصلحة الوطن.

وفي ظل هذا الفراغ الدستوري، يتواصل التصعيد في الساحات والميادين، حيث تشهد بغداد ومحافظات الوسط والجنوب مواجهات مع قوات الأمن وقطع للطرقات والجسور، وإغلاق للدوائر الرسمية.

ويشهد العراق احتجاجات منذ الأول من أكتوبر، إذ يطالب المحتجون بإنهاء الفساد المتجذر، وقد قُتل ما يزيد على 450 شخصا.