في الوقت الذي حذرت شركات طيران أوروبية ودول غربية من التحليق في الأجواء الإيرانية، بعد كارثة الطائرة الأوكرانية، يبدو أن هذه التحذيرات لم تصل إلى مسامع الدوحة التي لم تفوت أي فرصة حتى تبدي الدعم للنظام الإيراني.
وقبل 4 أيام فقط، أوصت وكالة سلامة الطيران الأوروبية، شركات الطيران العاملة في القارة، بتجنب المجال الجوي الإيراني حتى إشعار آخر، وذلك عقب اعتراف إيران بأن الحرس الثوري هو من أسقط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ.
وأسقط الحرس الثوري الإيراني بصاروخين الطائرة الأوكرانية خلال إطلاق صواريخ على قاعدتين أميركيين في العراق في 8 يناير الجاري، ردا على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 176 راكبا.
لكن قطر، وعلى لسان أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أبت إلا أن تغرد خارج السرب من خلال إعلانه أن الشركة ستواصل تسيير الرحلات إلى إيران.
ولا تزال الشركة القطرية تكابر على لسان مديرها التنفيذي بالقول "إنها لم تخسر أي حجوزات" خلال تصاعد التوتر في المنطقة بسبب إيران وميليشياتها في الآونة الأخيرة.
وألغي عدد من الرحلات الجوية إلى إيران الأسبوع الماضي بعد تحطم طائرة الركاب الأوكرانية، والتي أشعل سقوطها موجة احتجاجات غاضبة في أماكن عدة من إيران.
وسارعت بعض شركات الطيران التجارية، قبل أسبوع، إلى تغيير مسارات رحلاتها الجوية عبر منطقة الشرق الأوسط لتجنب الخطر المحتمل وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وقالت شركة الطيران الأسترالية "كانتاس" إنها غيرت مسار رحلتها القادمة من لندن الى بيرث الأسترالية لتجنب المجالين الجويين للعراق وإيران حتى إشعار آخر.
من جانبها، قالت الخطوط الجوية الماليزية إنه "بسبب الأحداث الأخيرة"، فإن طائراتها ستتجنب المجال الجوي الإيراني، كما ذكرت الخطوط الجوية السنغافورية أنه سيتم تغيير مسار رحلاتها إلى أوروبا لتجنب إيران.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية إنها تمنع الطيارين والناقلين الأميركيين من التحليق في مناطق من المجال الجوي العراقي والإيراني وبعض مناطق الخليج العربي.
وفي خضم كل هذه التحذيرات من التحليق في الأجواء الإيرانية، تبقى الخطوية الجوية القطرية وحدها من تحلق في الأجواء التي باتت ملبدة بغيوم التوتر.