تصدر الحديث عن الإذاعات والقنوات الإخوانية مجالس السودانيين، خلال الساعات الماضية، بعد اختطاف المسؤول عن ملف القنوات والإذاعات الخاصة في السودان، فخري عمر.
وتعرض عمر للاختطاف على يد مجهولين، قبل أن يخرجوه بحالة خطرة للغاية، ويعتقد أنه تعرض لتهديدات قبلها بسبب امتلاكه "ملفات خطيرة" تفضح أنشطة القنوات والإذاعات الخاصة التابعة للإخوان.
وتعمل في السودان أكثر من 22 إذاعة وقناة تلفزيونية خاصة، يتبع بعضها لتنظيم الإخوان، وكانت تشكل أبواقا للنظام السابق، وحرضت على قتل الثورة وقمع المتظاهرين.
ومن بين هذه المنصات الإعلامية، إذاعة تابعة لتنظيم المؤتمر الوطني، والتي أثارت جدلا كبيرا في أوساط مجتمع الصحافة والإعلام بالسودان عند تدشينها قبل أكثر من عام، وذلك للبذخ الكبير الذي صاحب التدشين، ودعوة عدد من الإعلاميين العاملين في قنوات قطرية تحديدا، لحضور حفل إطلاق البث.
وبحسب مصدر تحدث لـ"سكاي نيوز عربية" عبر الهاتف، فإن عمر تعرض لتهديد مباشر قبل يوم من اختطافه، مفاده بأن تسليم تلك الملفات للجهات المعنية يعني التضحية بحياته.
وبحسب المصدر، فإن المجموعة التي هددته مضت في تنفيذ تهديدها، واختطفته في اليوم التالي، وقادته إلى جهة غير معلومة، إلى أن عثر عليه في إحدى طرقات ضاحية جبرة فاقدا للوعي، وعليه آثار صقع كهربائي وضرب مبرح.
وقال المصدر إن عمر امتلك ملفات وصفت بالخطيرة، تتعلق بأنشطة واستثمارات وتصاديق القنوات والإذاعات الخاصة، وسلمه لوزارة الإعلام قبل ساعات من اختفائه.
وبعد الإطاحة بنظام الإخوان، طالب الثوار بإغلاق الإذاعات والقنوات التلفزيونية التابعة لتنظيم الإخوان فورا، لكنها لا زالت تعمل حتى الآن بكامل طاقاتها وإمكانياتها المادية واللوجستية الضخمة، التي تفوق إمكانيات الجهاز القومي للإذاعة والتلفزيون.
وإضافة إلى كونها تهدر موارد ضخمة من موارد البلاد، فإن هذه الإذاعات تشكل حاليا عنصرا مهما من عناصر الثورة المضادة التي تهدد مستقبل التحول الديموقراطي في السودان.
ومن بين القنوات والمحطات الإذاعية التي يدور حولها جدل، قناة طيبة، التي يديرها عبدالحي يوسف الإمام، الملاحق قضائيا بتهم من بينها استغلال المال العام والدعوة للتطرف، والذي اعترف المخلوع عمر البشير بتسليمه عشرات الملايين من الدولارات.
كما يدور جدل كبير حول إحدى الإذاعات المملوكة لجهاز الأمن السابق، وأخرى مملوكة للحركة الإسلامية، ولا تزال تبث برامجها من ضاحية العمارات في وسط الخرطوم.