طوقت القوات السورية المدعومة من روسيا موقع مراقبة تركيا أثناء تقدمها صوب مدينة معرة النعمان في إطار هجوم على آخر جيب رئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا وفقا لمصادر من الجانبين.
وهذا هو أول اشتباك كبير منذ اتفاق زعماء تركيا وروسيا وإيران في أنقرة في سبتمبر على خفض التصعيد في محافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا بعد حملة استمرت شهورا وأجبرت 500 ألف مدني على الأقل على النزوح من ديارهم. وفي الوقت الذي تعطلت فيه الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية سياسية في سوريا ترنح اتفاق خفض التصعيد في الآونة الأخيرة.
وتضم المعارضة التي تسيطر على محافظة إدلب المتاخمة لتركيا هيئة تحرير الشام، وهي جماعة قوية تتبع لتنظيم القاعدة، وفصائل مدعومة من تركيا.
وقالت المصادر إن الموقع العسكري التركي قرب قرية الصرمان والطريق السريع الرئيسي الذي تسيطر عليه المعارضة والذي يمتد شمالا إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها الحكومة ثم إلى العاصمة دمشق باتجاه الجنوب أصبح الآن تحت حصار القوات السورية المدعومة من مقاتلين تساندهم إيران.
ولتركيا 12 موقعا في إدلب بموجب اتفاق أمني أبرمته عام 2017 مع روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد. ووقعت عدة هجمات على المواقع منذ ذلك الحين مما دفع تركيا للرد لكن الضغوط الروسية على دمشق أوقفت إطلاق القوات السورية النار عليها.
أزمة إنسانية جديدة
مع تقدم القوات السورية في جنوب شرق إدلب خلال الأسبوعين الماضيين نزح آلاف الأشخاص عن مدينة معرة النعمان الكبيرة التي كانت قد لجأت إليها أسر كثيرة بعد نزوحها من مناطق أخرى في سوريا استردتها القوات السورية في وقت سابق خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثماني سنوات ونصف السنة.
وساعد قصف جوي قادته روسيا القوات السورية على الإطباق على المدينة الاستراتيجية وهو ما كان من شأنه دفع المدنيين إلى النزوح شمالا بالقرب من الحدود التركية وحدوث أزمة إنسانية جديدة في سوريا.