طالب رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، من أنصار "تيار المستقبل" الذي يتزعمه، أن يلتزموا بـ"التظاهر السلمي في التعبير عن مشاعرهم"، وذلك غداة مواجهات اندلعت بينهم وبين الجيش اللبناني في منطقة كورنيش المزرعة بالعاصمة بيروت.
وقال الحريري في مؤتمر صحفي: "الشباب نزلوا بالأمس للتعبير عن مشاعرهم، وهو حق للجميع، لكن أذكر أنه في اليوم الذي استُشهد فيه رفيق الحريري لم نلق بحجر".
وأضاف: "أتمنى ممن يريدون أن يعبروا عن مشاعرهم أن يقوموا بذلك بطريقة سلمية، لأن الجيش هو جيش كل اللبنانيين، وقوى الأمن الداخلي لكل اللبنانيين".
وتابع: "نحن أبناء رفيق الحريري تعلمنا بطريقة معينة، وسنكمل بنفس الأسلوب، (..)، واليوم يجري (رئيس الوزراء) حسان دياب استشارات، ونتمنى الخير".
وكانت مواجهات اندلعت، الجمعة، بين الجيش اللبناني وأنصار الحريري، في منطقة كورنيش المزرعة، بعد أن حاول الجيش فتح الطريق بالقوة. وذكر مراسلنا أن قوات مكافحة الشغب، أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في المنطقة.
ورشق المحتجون الجنود بالحجارة والمفرقعات، وأضرم الكثير منهم النار في إطارات السيارات بالعديد من الشوارع.
وأشارت تقارير إلى سقوط إصابات في صفوف القوى الأمنية اللبنانية في تلك المواجهات، حيث أطلقت قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين المناصرين لتيار المستقبل في المنطقة.
وأفاد مراسلنا، بوصول تعزيزات إضافية للجيش اللبناني إلى المنطقة، لافتا إلى أنه تمت إعادة فتح أحد مسارب شارع كورنيش المزرعة بعد هدوء تدريجي وتراجع مناصري تيار المستقبل.
وأصدرت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بيانا يناشد المحتجين بإخلاء الطرق والساحات درءا للأخطار والفتن، وحفاظا على السلم الأهلي.
وكان الحريري وجه، الجمعة، نداء إلى أنصاره، الذين قطعوا عددا من الشوارع في البلاد، احتجاجا على تسمية حسان دياب رئيسا جديدا للحكومة.
وكتب الحريري على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" باللهجة اللبنانية: "يلي فعلا بحبني يطلع من الطرقات فورا".
وجاءت تغريدة الحريري بعدما استقبل في وقت سابق بمقر إقامته في بيروت، دياب، الذي وصف اللقاء بالإيجابي، لكن الحريري لم يعلن عن دعمه لرئيس الوزراء المكلف.