بالصدفة وحدها، اكتشف مزارع مقبرة جماعية في محافظة الأنبار غربي العراق، وربما تقود إلى الكشف عن مصير الكثير من أبناء المحافظة الذين اختفوا على أيدي ميليشيات الحشد الشعبي قبل سنوات.
ووجد المزارع في قرية الفياض جنوب شرقي مدينة الفلوجة رفات وعظام بشرية داخل حفرة يسودها الغموض.
ويبدو أن هذه الحفرة ستكون شاهدة على مجزرة مروعة حدثت هنا قبل 4 سنوات، عندما تم تحرير مدن الأنبار من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي ذلك الوقت، فقدت الأنبار المئات من أبنائها على أيدي مسلحي ميليشيات الحشد الشعبي، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، لتعيد هذه المقبرة الجماعية ملف المفقودين إلى الواجهة.
وبدأت حكومة الأنبار المحلية وفرق طبية متخصصة إجراءاتها على الأرض لكشف أولي على تفاصيل هذه المقبرة التي تضم رفات العشرات من مجهولي الهوية، بانتظار نتائج التحاليل والإعلان عن تفاصيلها.
وأكد قائممقام الفلوجة، مؤيد فرحان، أن ما حصل اليوم هو البدء الفعلي في الكشف عن هذه المقبرة، متعهدا باتخاذ إجراءات قانونية من أجل الكشف عن هويات الضحايا.
وتقع هذه المقبرة في مكان كان تحت سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي إبان عمليات تحرير الفلوجة، ما يثير تساؤلات يرفض المسؤولون الإجابة عنها لحين اكمال نتائج التحقيق حسب قولهم.
ويقول عضو مجلس النواب العراقي، يحيى المحمدي إن هذه المنطقة (المقبرة الجماعية) يوجد فيها عدد من الرفات يقدر للعيان بأنها تعود إلى عشرة أشخص.
وأضاف المحمدي أنه سيتم معرفة هوياتهم من خلال مرحلة التنقيب وفحوص الحمض النووي، مشيرا إلى أن عمليات التنقيب خلال الأيام المقبلة لمعرفة هويات أصحاب الجثث.
وأكد أنه لا أحد حتى الآن يعرف هؤلاء هويات هؤلاء ولا المنطقة التي ينتموا إليها.
ومن جانبه، قال ممثل مؤسسة الشهداء والجرحى في الأنبار، عمار نوري، إن المقبرة الجماعية عبارة عن حفرة كبيرة تحتوي على رفات عدد من مجهولي الهوية، لكن العدد الكلي غير معروف حتى الآن.
وبموجب القانون العراقي، فإن مؤسسة الشهداء والجرحى وإدارة المقابر الجماعية فيها هي الجهة الوحيدة المختصة بفتح المقابر الجماعية بعد الحصول على الموافقات الأمنية والقانونية.